مهلاً.. هل شعرت أنك مصاب بفوبيا الحلقة الأخيرة ؟

بعد أن تتابع مسلسلك المفضل صباحاً ومساءاً، بانتظار الحلقة التالية.

وأنت توّاق لمعرفة ما الذي سيحل للبطلة.. تُرى هل ستأخذ قرار الرحيل أم ستبقى بجانب أطفالها!! تتعايش مع أحداث المسلسل ربما لأشهر أو لسنوات فيغدو وكأنه جزءاً منك.

 

أما عن السيناريو غير المتوقع عندما تدرك بأنك قد وصلت إلى نهاية المطاف، أيّ الحلقة الأخيرة.

بالتأكيد ستشعر بالحزن، الحنين، ومشاعر قلق وفراغ… لا بأس هذه ردة فعلك الطبيعية، لكن هل راودك سؤال لماذا تشعر بالحزن عند انتهاء مسلسل المفضل؟

 

هذا الشعور له اسم يحدّده المعجم النفسي على أنه اكتئاب ما بعد السلسلة أو كما يسميه البعض بمتلازمة انتهاء المسلسلات

وهو الحزن الذي يشعر به المرء بعد قراءة أو مشاهدة مسلسل أو قصة طويلة جداً، شعورٌ قد يصيبك باليأس عندما تعلم أن الرحلة انتهت لكنك لا تريد أن يكون لها نهاية أصلاً.

 

 

التواصل مع الشخصيات

 

وبالعودة للأبحاث فإن السبب الأكثر وضوحاً لذلك هو أنك قمت ببناء اتصال حسي مع القصة والشخصيات.

يقول عالم النفس إيان ليكليتنر، “حين تنخرط في قصة رائعة، سواء كانت كتاباً أو فيلماً أو مسلسلاً فإنك تفقد نفسك في الخيال والرومانسية والدراما والحركة بمرور الوقت.

يمكننا تطوير علاقة حميمة مع هذه الشخصيات من خلال متابعتها في مآثرها، ومشاركة النكات، والاستماع إلى عمليات تفكيرها وتطورها العاطفي”.

 

كما يقول المتخصص النفسي كيفن فوس.

” نقوم أيضاً بإسقاط أجزاء من شخصيتنا على الشخصيات التي نتعرف عليها، عندما ننتهي من سلسلة علينا أن نقول وداعاً للأشخاص الذين علّمونا الكثير، فنحن نحزن عليهم مثلما نحزن على فقد صديق مقرب أو شريك”.

 

 

شكل من أشكال الانسحاب المؤقت عن العالم الخارجي

 

في السياق ذاته تقول الطبيبة كاثرين سمرينج إن البشر يبحثون عن مجتمع ينتمون إليه، والمسلسلات نوع من أنواع المجتمعات.

نبدأ بالتعرف على الشخصيات والمشاكل التي يواجهونها، بعدها نتعاطف مع بعض الأبطال ونكره البعض الآخر، حتى نتورط تماما مع القصة والأحداث.

فالمسلسل هو حكاية، إنه سرد لحياة أناس آخرين، وبذلك تتمكن من تناسي التفكير في مشاكلك والدخول في عالم خيالي افتراضي انت من اخترت التعايش معه.

 

 

طول المدة وفقرة الاستمتاع

 

كما أنّ طول مدة عرض المسلسل خاصةً إذا استمرت لأشهر أو سنوات قد تعزز من مشاعرك تجاه أبطاله وكأن السلسلة أصبحت جزء كبير من حياتك. إنه يذكرك بمرور الوقت، أين كنت، ومع من شاهدته.

 

فيما يعتقد علماء نفس آخرون أن مشاعر الفراغ والاكتئاب بعد الانخراط في شيء ممتع، يدل على استمتاعك الكبير بالتجربة

كما لو أنك  أصبحت جزءاً منها وتستطيع استثارة مشاعرك ونقاط ضعفك. لكن وبعد انتهاء هذه التجربة يبدو الواقع فارغاً من المشاعر التي تم استثارتها.

 

لهذا تكون بعض المسلسلات مهرباً من الحياة المملة، أو حتى الواقع المرير الذي يعيشه الشخص في الحياة الواقعية.

ومجرد انتهاء القصة التي تعاطف معها، يعني العودة إلى هذا الواقع الممل مرة أخرى، وهو شعور قد يكرهه الفرد ، ما يشعره بافتقاد الأبطال الذين أنسوه الملل من هذا الواقع.

 

ومع كل ذلك لا داعي للقلق فيمكنك التخلص من هذا الشعور ولديك عدة خيارات…منها

إبقاء المسلسل على قيد الحياة من خلال إخباره للأشخاص الذين رأوه، أو الذين لم يروه من الأصدقاء.

كما يمكنك ببساطة مشاهدة المسلسل مرة ثانية أو أكثر.

لكن تذكر أن تستمتع بالمسلسل أو الفيلم مهما كان نوعه لأنه غالباً إما استثار شعوراً مفقوداً في الحياة الواقعية أو عزز آخر موجوداً فيك.

 

لتصلك آخر الأخبار تابعنا على قناتنا على تلغرام: سيريا غيت

لمتابعتنا على فيسبوك يرجى الضغط على الرابط التالي: سيريا غيت

تابعونا على الشبكات الاجتماعية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *