مشروع ليلى اوتوستراد و بوكلثوم فلسفة الفن وجدلية القرن الـ21
يشهد العالم اليوم تطورات ومصطلحات رنانة اجتاحت حياتنا من كل صوب.
لكن ذلك لم يمنع من ولادة عالم موسيقى بديل أكثر ما يحويه من غرابة هو ازدواجية تعامل البشر معه. فعلى قدر بُعد الموسيقى البديلة عن حياة البعض بالمقابل أنها جزء لا يتجزأ من حياة الآخرين.
هذا ما يفسر اتساع الفجوة الثقافية بين جيل الشباب والأجيال الأخرى أي ثلاثين عام فما فوق، ترى هل سمعتم ب أبو كلثوم أو سيناتبيك أم سمعتم عن فرقة مشروع ليلى وكايروكي؟!
أول ما يتبادر إلى الذهن حين نطرح موضوع الموسيقى البديلة للنقاش، هو كلمة «البديلة» نفسها، أي ماذا تعني؟ وما الذي تُعنى باستبداله؟!
مصطلح ظهر أول مرة بالثمانينات في أميركا وبريطانيا ليصف فرق وأنماط الموسيقا من عائلة “الروك”. واسمها بديلة لأنها جاءت كبديل عن الموسيقا التجارية أو ما يعرف بال “main stream” موسيقا السلعة المُعدة للاستهلاك اليومي.
متمرّدةً على متطلبات منتجي وموزعي الموسيقى المحددة بالانتشار وتحقيق الأرباح.
تتميز الموسيقى البديلة بأسلوبها الفريد والجذاب، يمكن أن تشمل الموسيقى البديلة العديد من الأنواع مثل الروك البديل، والإلكترونية، والإندي، والبانك، والهارد روك،وغيرها.
وإذا أردنا فهم معناها فهي رسالة وكلمات خارجة عن المألوف، تحمل مشاعر وأفكار وتهتم بالمعنى أكثر من القالب المعتاد للأغاني. تغني للحب للسلام للحرب للاكتئاب لهموم الشباب للهجرة للوحدة و للفراق.
وتفاصيل أخرى صغيرة لتستطيع الوصول إلى قلوب مستمعيها كما أنها أحيانًا تتناول مواضيع بكامل جوانبها خلال أغنية واحدة فقط وتقدمها بأسلوب يمكن أن يكون بسيط.مثل أغاني أدونيس وعزيز مرقة أو بأسلوب معقد أحياناً مثل أغاني بو كلثوم ومشروع ليلى.
والجدير بالذكر أن ألحانهم هي أكثر ما يجذب الناس لهذا النوع الموسيقي.كونها غريبة ونمطها مبتكر لا يشبه ما اعتادته الشعوب العربية حتى أن طريقة غناء هذا النمط مختلفة عن الغناء التقليدي.
تاريخ الموسيقى البديلة
تاريخ الموسيقى البديلة يعود إلى أواخر القرن العشرين، حيث بدأت هذه الحركة كتفاعل ضد الموسيقى التجارية والموسيقى الشعبية التقليدية. تأثرت الموسيقى البديلة بالعديد من الأنماط الموسيقية مثل الروك، والبانك
في سبيل تحدي تصورات المجتمع والثقافة.
اعتمدت الموسيقى البديلة على كتابة كلمات غير تقليدية وأصوات مختلفة عن التصورات التقليدية للجمهور. وكان لهذه الحركة تأثير كبير على صناعة الموسيقى بشكل عام، حيث أصبح لديها جمهور كبير يفضل هذا النوع من الموسيقى.
الموسيقى البديلة في الوطن العربي
أما في الوطن العربي كان ظهورها بمثابة ثورة فرضتها ظروف النشأة. لكنها تحولت منذ بدايات الألفية الجديدة إلى مفهوم جمالي يؤسس مسار وعي الفن الجديد. باعتبار أن الإنتاج الموسيقي البديل غدا بمثابة “موضة موسيقية” يتطلع إليها كل المغنيين والمغنيات. بعد أن غيروا قوالبهم الموسيقية التقليدية نحو موسيقى إلكترونية تلهث من أجل محاكاة الإنتاج الغربي.
فتميزت بعدة خصائص كالأصوات والكلمات والجو العام والشرط الإنتاجي، ولعل أهم هذه الخصائص هي عدم التقليد أو كسر التقليد ورفض الثقافة السائدة.
وكذلك العاطفة الشديدة كالقلق والاغتراب والتمرد، التعليق على الأوضاع الاجتماعية كالظلم وعدم المساواة؛ التجريب بالأصوات والآلات والأنماط المختلفة والاستقلالية أو DIY اختصار لـ Do it your self أي “افعلها بنفسك!”. والتي تعني إنشاء وتوزيع الموسيقى بعيداً عن شركات التسجيل الكبرى والكيانات التجارية.
فعبرت الموسيقا البديلة عن هوية الشباب العربي ببصمة عكست تطلعاتهم لغد أفضل وأملهم بإصلاح واقعهم وحل مشاكلهم.
لتصلك آخر الأخبار تابعنا على قناتنا على تلغرام: سيريا غيت
لمتابعتنا على فيسبوك يرجى الضغط على الرابط التالي: سيريا غيت