خاص|| بوابة سورية_ سليمان يوسف
في تصريح لـ ’’ بوابة سورية’’ أوضح مدير زراعة اللاذقية د. باسم دوبا أنه خلال الفترة ما بين 30 أكتوبر و2 نوفمبر،
شهدت محافظة اللاذقية ظروفًا جوية سلبية أدت إلى انتشار الحرائق، وذلك نتيجة لانخفاض الرطوبة النسبية وزيادة شدة الرياح، بعد فترة من انحباس الأمطار.
هذه الظروف كانت ملائمة لانتشار الحرائق وامتدادها،حيث قامت مديرية الزراعة بإخماد حوالي 50 حريقًا في مختلف أنحاء المحافظة.
غالبية الحرائق كانت في الأراضي المهملة
كما أكد دوبا أن الغالبية العظمى من هذه الحرائق كانت ضمن الأراضي الزراعية، وخاصة في الأراضي المهملة نتيجة لعدم تقديم المزارعين الخدمات اللازمة لها.
كان الحريق الأول في قرية المشرفة، حيث امتد باتجاه المنطقة الجبلية نحو منطقة المقالع حتى مركز قرية البدروسية.
وقد ساهمت شدة الرياح والتضاريس الصعبة في انتشار الحريق بشكل كبير.
وبين مدير الزراعة أنه تمت السيطرة على الحريق خلال 24 ساعة، حيث تم تطويق البؤر التي كانت تمتد باتجاه الجبل بين قريتي البدروسية والسمره،
وهي منطقة يصعب الوصول إليها، مما استغرق بعض الوقت حتى تمت السيطرة على الحريق هناك.
حريق طريق بكاسو كان صعب التضاريس..
أما الحريق الثاني أوضح دوبا أنه كان في طريق بكاسو ضمن منطقة وادي صعب التضاريس، حيث كانت هناك مجموعة من النباتات المهملة وغير المعتنى بها.
أدت هذه النباتات إلى سرعة انتشار الحريق، مما استدعى طلب إمكانيات إضافية استغرقت عدة ساعات حتى تمكنا من السيطرة عليها.
وفي الوقت نفسه، كنا نتعامل مع حريق كبير آخر كان خارج السيطرة باتجاه طريق مرج معيريان،
والذي امتد نحو قرية كلماخو والقرى المجاورة. استغرق الأمر عدة ساعات للسيطرة عليه أيضًا.
كما نشب حريق آخر في قرية المزيرعة، وكان ضمن ظروف تضاريس صعبة أدت إلى امتداد النيران إلى عدة قرى مجاورة مثل رويسة هليل ودوير الشلف.
قمنا بتوجيه كافة الإمكانيات نحو القرية وتمكنا بعد حوالي 10 ساعات من العمل من تطويق الحريق وتحديد حدوده والسيطرة عليه.
الهدف الأساسي حماية المدنيين
وبين مدير الزراعة أن الهدف الأساسي هو حماية المدنيين، لذا قمنا ببعض الإخلاءات الاحترازية للسكان من منازلهم حرصًا على سلامتهم.
وبعد عدة ساعات من زوال الخطر، تمت إعادة المواطنين إلى منازلهم، حيث كانت فترة الإبعاد قصيرة ولم تتجاوز عدة ساعات.
وأضاف: بالنسبة لحريق البدروسية، كان في منطقة حراجية تعرضت للحرق منذ عام 2012، وكانت هناك نباتات شوكية محروقة على أطرافه مع بعض أشجار الصنوبر.
أما بالنسبة للحرائق الأخرى، فكانت معظمها في الأراضي الزراعية، حيث تم حرق نباتات الزيتون والأراضي المهملة
التي تحتوي على نباتات شوكية نمت نتيجة للإهمال على مر السنوات الماضية.
لجنة مخصصة لحصر الأضرار يبدأ عملها يوم الأربعاء
كما أكد دوبا أنه تم تشكيل لجنة بقرار من السيد المحافظ لحصر الأضرار، وستبدأ عملها يوم الأربعاء وتستغرق حوالي 15 يومًا لإنجاز مهمتها.
ستقوم اللجنة بإعداد قوائم بأسماء المتضررين ونوع الضرر وتقرير الأضرار على مستوى كل مزارع والمساحة المتضررة.
وفي الختام أوضح أن العمل الذي تم هو عمل متكامل، حيث كان هناك تنسيق بين كافة الجهات وغرفة عمليات برئاسة السيد وزير الزراعة والسيد المحافظ.
كان لهذا التعاون دور مهم جدًا في السيطرة على 50 حريقًا في المحافظة، حيث استغرق أكثر الحريق وقتًا يصل إلى 24 ساعة للعمل ضمن ظروف صعبة.
هذا يتطلب جهودًا كبيرة واستثنائية ولا يمكن لأي جهة أن تعمل بمفردها؛ بل يحتاج الأمر إلى تكاتف جميع الجهات وتعاضد الجهود للوصول إلى هذه النتيجة.
الحمد لله، تمكنا من إخماد كافة الحرائق، وأشكر الجميع على قيامهم بواجبهم في إطفاء 50 حريقًا ضمن ظروف جوية سيئة.
كما تمكنا من إعادة تطويق والسيطرة على أربع حرائق صغيرة أخرى. شكرًا لكل من ساهم في هذا العمل.