سعد الله ونوس

سعد الله ونوس من كُتب بالدَين إلى أهم مسرحيّ الوطن العربي

“كان مهماً بالنسبة لي أن أبني وعياً لا أن أعطي وعياً جاهزاً وبناء الوعي يتم عبر عرض ماهو سلبي، بأن تأخذ عيباً من العيوب وتضخمه وتظهر آثاره وتكون بذلك قدمت درساً تطبيقياً لهذه الحالة”

 

من بيئة فقيرة في الساحل السوري خرج سعد الله ونوس الذي يقال إنه كان يعاني من ضعفٍ بمادة التعبير في اللغة العربية

وهذه كانت أول دوافعه لشراء الكتب وقراءتها التي غالباً كان يقترض ثمنها.

مرت الأيام حتى حاز ونوس شهادة الثانوية العامة وحصل على منحة لدراسة الصحافة في القاهرة.

وبعد أن وقع الانفصال بين سورية ومصر كتبَ ونوس مسرحيته الأولى “الحياة أبداً” لما كان لذلك من وقع كبير عليه.

انطلق من “مسرح يطمح إلى إعادة تعريف المفهوم المسرحي ويجدد في قواعده”.

شغل حياته المسرحية قضايا متعددة منها قضية فلسطين التي لطالما أرّقت حياة العديد من المبدعين العرب وتناولوها من جوانب عدة.

كان لونوس دوره في تناولها فتحدث عنه في “مسرحية الاغتصاب”.

 

هل ساوم ونوس على القضية الفلسطينية؟

مسرحية الاغتصاب لسعد الله ونوس

 

في جانب القضية كان لونوس مسرحية “الاغتصاب” التي استوحى موضوعها من مسرحية للكاتب الإسباني أنطونيو بويرو باييخو.

فقديم القضية بطريقة موضوعية يُطلعنا فيها على اليهود غير المناصرين للكيان الإسرائيلي.

منذ كتبها ونوس عام 1990 حملت الاغتصاب تنبؤات مستقبلية بما ستفعله بعض الدول العربية اتجاه القضية.

عندها اتُّهم صاحبها بأنه يساوم ويهادن فردَّ وقال: “أنا أقدم ما يمكن أن يحصل وهو أن هناك دول ستساوم على القضية الفلسطينية وتحاول إيجاد حلول تقوم على المصالحة”.

بعد “الاغتصاب” تفاقمت معاناة ونوس من السرطان الذي كان يعاني منه حينها وفي هذه المرحلة كانت مسرحية “منمنات تاريخية”

 

المثقف العربي في مسرح ونوس

عبر شخصية ابن خلدون في مسرحية منمنمات تاريخية تناول الحديث عن دور المثقف العربي فيما يحصل في المنطقة العربية.

عندما ذكر غزو التتار لمدينة دمشق وتخاذل بعض المثقفين في التقرب من العدو وكان ابن خلدون أحدهم عندما ذهب إلى تيمورلنك وحاول استعطافه.

أخرجت هذه المسرحية المخرجة اللبنانية نضال الأشقر.

 

خرج سعد الله ونوس في مسرحياته الأخيرة عن الأطر التي تضبط الكتابة المسرحية بالمعنى الحرفي.

وغلب على أسلوبه السرد والرواية منذ مسرحية الاغتصاب .

كانت هذه المسرحية بداية المرحلة الثالثة لسعد الله ونوس التي كانت موضوعاته فيها أكثر تنوعاً وشمولية من مراحله السابقة.

 

 

غنوه الخليل

تابعونا على الشبكات الاجتماعية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *