خاص|| بوابة سورية
من يتابع حالة المسؤلين العراقيين تجاه سورية خلال الايام القليلة الماضية يجد حقيقة ما يشبه النفير العراقي كحكومة وسياسة تجاه سورية.
وزير الخارجية العراقي لم يهدأ هاتفه، وأجرى خمسة اتصالات مع نظرائه السوري، والتركي، والأردني، والمصري، والإماراتي،
أكد على تضامن العراق مع سورية من جهة، وحذر في الوقت نفسه من تداعيات مجريات الأحداث الأخيرة في سورية
و تُشّكيلها تهديداً للأمن والاستقرار في المنطقة.
اتصالات أجراها وزير الخارجية السوري
الاتصالات التي أجراها وزير الخارجية كان لها مضمون واحد تقييم الوضع الأمني في المنطقة،
ومنع تأثير الوضع غير المستقر في سوريا على دول المحيطة، ودول الجوار السوري من جهة،
ودعم العراق الكامل للجمهورية العربية السورية الشقيقة،وأهمية الحفاظ على أمن سوريا واستقرارها وسلامة شعبها.
ومن اتصالات الخارجية إلى اتصالات الحكومة التي ركز خلالها رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني
على تطورات الأوضاع على الأراضي السورية، والوضع الأمني في المنطقة، ومنع تأثير الوضع غير المستقر في سوريا على دول الجوار السوري.
هذه التطورات اتخذ العراق مجموعة إجراءات احترازية لحماية حدوده من أجل افشال التسلل باتجاه العراق من قبل الإرهابيين من جهة،
وحتى يحافظ على العراق وانجازاته الكبيرة في ملاحقة فلول داعش وتدمير مضافاتهم.
أسباب النفير العراقي السياسي والدبلوماسي
النفير العراقي السياسي والدبلوماسي له أسبابه منها سيطرة أخطر التنظيمات الإرهابية على ثاني أكبر المدن السورية
مع مساحة كبيرة من ادلب وريف حماه الشمالي، وارتدادات ما يحدث خطيرة على المنطقة وخاصة على العراق، وهذه التنظيمات
هي “هيئة تحرير الشام” و “أجناد القوقاز الأوزبك” و “الإيغور التركستاني”، و”أنصار التوحيد”، و ما يسمون “الجيش الوطني”،
و “الحمزات”، و “العمشات”، و “السلطان مراد” ، و “نور الدين الزنكي”، و”الجبهة الوطنية للتحرير” ، و “أحرار الشام”
وغيرها من المسميات الإرهابية التي مصنفة على لائحة الإرهاب العالمية.
الأمر الآخر الذي دعا العراق إلى النفير السياسي تجاه سورية هو حجم الدعم الذي تتلقاها هذه التنظيمات بالعتاد وبالإمداد،
وخاصة العراق لديه خبرة كبيرة في التعامل مع هذه التنظيمات، وعانى ما عاناه منها ومن الإرادة التي تحاول أن تبقى فتيل المنطقة مشتعل.
والأمر الأكثر أهمية هو هذا الفكر المتطرف الذي تحمله هذه الجماعات، ومواقفها المثيرة للقلق من جهة التطرف والإجرام والقتل والتخريب
وخاصة المخاوف من اقترابها من الحدود العراقية، أو محاولة التسلل إلى الأراضي العراقية..
تأمين الحدود وتكثيف الجهد الاستخباري والمعلوماتي
الحكومة العراقية والمجلس الوزاري للأمن الوطني العراقي يعملان على متابعة تأمين الحدود وتكثيف الجهد الاستخباري والمعلوماتي، ورصد التحركات
التي تقوم بها الجماعات الإرهابية داخل الأراضي السورية انطلاقا من مبدأ أن أمن العراق من أهم الأولويات .
النفير العراقي الدبلوماسي واجراءاته المشددة على الحدود أثار قلق التنظيمات الإرهابية التي أرسلت رسالة إلى الحكومة العراقية
تؤكد فيها أن عملياتها العسكرية ضد الجيش السوري، لا تمثل تهديدا بأي شكل لأمن العراق أو أي دولة من دول المنطقة،
والرد العراقي كان واضحا في بيان الحكومة” أمن سوريا واستقرارها يرتبطان بالأمن القومي للعراق، ويؤثران في الأمن الإقليمي عموماً،
ومساعي ترسيخ الاستقرار في الشرق الأوسط”.
فهل فهم جميع الدبلوماسيين والقادة في دول المنطقة رسالة العراق من نفيرها تجاه سورية من أجل أمنها الوطني والقومي
كونه مرتبط ولصيق بالأمن السوري، وعليكم أن تتخيلوا أيها القادة والصامتين البديل عن الدولة السورية.
طلال ماضي