السياحة السورية

أهمية قطاع السياحة في سورية

تعتبر سورية واحدة من الدول التي تتميز بتاريخها العريق وثقافتها الغنية، ومن هنا يأتي أهمية قطاع السياحة في البلاد، ليعد قطاع السياحة أحد روافد الاقتصاد الوطني ومصدرًا مهمًا للدخل والتنمية، حيث يعزز النمو الاقتصادي ويساهم في توفير فرص عمل للعديد من الشباب والمواطنينن، بالإضافة إلى ذلك يساهم السياحة في تعزيز الروح الوطنية وتعزيز الانفتاح الثقافي والتفاعل بين المجتمعات المختلفة.

التأثير الاقتصادي للسياحة في سورية:

يمتلك القطاع السياحي في سورية تأثيرًا اقتصاديًا كبيرًا جدًا. فهو يساهم في زيادة الإيرادات المالية للبلاد من خلال النفقات المباشرة وغير المباشرة التي يقوم بها السياح في الفنادق والمطاعم والمتاجر. كما يعمل قطاع السياحة على تعزيز الصادرات غير النفطية من خلال استقطاب السياح من الخارج. بالإضافة إلى ذلك، فإن السياحة تسهم في توفير فرص العمل للكثير من الشباب والمواطنين، وتحفز النشاط الاقتصادي في العديد من القطاعات المرتبطة بالسياحة، مثل السكن والنقل والتسوق.

فوائد اقتصادية:

1- توفير فرص عمل للسكان المحليين:

تعتبر السياحة في سورية مصدرًا هامًا لتوفير فرص العمل للسكان المحليين، حيث يقدم قطاع السياحة فرص عمل متنوعة في العديد من المجالات المرتبطة بالسياحة مثل الفنادق، والمطاعم، والنقل، والتسوق، والترفيه. وبالتالي، يساهم القطاع في تقليل معدلات البطالة، وتحسين الظروف المعيشية للسكان المحليين، وزيادة قدراتهم على طلب الخدمات والمنتجات المحلية.

2- زيادة الإيرادات النقدية للبلد:

تعتبر السياحة في سورية من مصادر الإيرادات النقدية الهامة للبلاد. حيث يتمتع قطاع السياحة بقوة جذب كبيرة للسياح من مختلف أنحاء العالم، مما يترتب عليه زيادة عدد الزوار والإيرادات المالية المباشرة وغير المباشرة. وهذا يساهم بدوره في تعزيز الاقتصاد الوطني وتوفير العملة الصعبة، وتعزيز الاستثمار في قطاعات أخرى مرتبطة بالسياحة.

3- فوائد اجتماعية وثقافية:

تعتبر السياحة في سورية وسيلة فعالة لتعزيز التبادل الثقافي والتفاهم بين الثقافات المختلفة. حيث يأتي السياح من جميع أنحاء العالم لاستكشاف ثقافة سورية وتاريخها وتقاليدها. ومن خلال التفاعل مع السكان المحليين ومشاركتهم في تجاربهم اليومية، يمكن للسياح أن يكتسبوا فهمًا أعمق للثقافة والتقاليد السورية وبالتالي تعزيز التفاهم والتعايش بين الثقافات المختلفة، ومن أهم الفوائد الاجتماعية والثقافية:

  • تعزيز التفاهم بين الثقافات المختلفة.
  • تعزيز التعايش بين السكان المحليين والسياح.
  • تعزيز الوعي الثقافي والاحترام المتبادل.
  • حفظ التراث الثقافي والتاريخي لسورية.
  • تنمية الوعي بالثقافة السورية لدى السياح.
  • تعزيز الهوية الثقافية للسكان المحليين.

4- فوائد بيئية:

تعزيز الحفاظ على البيئة والتنوع الحيوي، حيث تلعب السياحة في سورية أيضًا دورًا هامًا في تعزيز الحفاظ على البيئة والتنوع الحيوي. فعندما يتم تنظيم الجولات السياحية بطريقة مستدامة ومسؤولة، يتم الحفاظ على الطبيعة السورية الخلابة والحفاظ على التنوع الحيوي في المناطق السياحية، كما يتم تشجيع السياح على اتخاذ إجراءات محددة للحد من التأثيرات البيئية السلبية، مما يساهم في المحافظة على الطبيعة والحياة البرية في سورية، أيضاً تعمل السياحة في سورية على دعم الحفاظ على المناظر الطبيعية والمحميات الطبيعية في البلاد. حيث يأتي السياح للاستمتاع بالجمال الطبيعي الذي توفره سورية، مثل الجبال والوديان والمناظر الساحرة. يتم دعم المشاريع التي تهدف إلى حماية وصون هذه المناطق، وذلك من خلال التوعية بأهميتها ودعم الجهود المحلية والدولية للحفاظ عليها، ويؤدي الاهتمام بالمحميات الطبيعية إلى المحافظة على التنوع البيولوجي والمساهمة في الحفاظ على البيئة في سورية.

4- حفظ وترميم المواقع الأثرية والتراثية:

تلعب صناعة السياحة في سورية دورًا هامًا في حفظ وترميم المواقع الأثرية والتراثية. فعندما يقوم السياح بزيارة هذه المواقع، يتم توفير التمويل اللازم لصيانتها وإعادة ترميمها. وبالتالي، يتم الحفاظ على التراث الثقافي السوري الغني والحفاظ على الآثار التاريخية للأجيال القادمة. كما يتيح السياحة أيضًا فرصة للمشاركة في برامج الحفاظ على المواقع الأثرية والتراثية، مما يشجع السكان المحليين على المحافظة عليها والاهتمام بها.

5 –تحسين الخدمات العامة والمرافق للمجتمعات المحلية:
السياحة تسهم أيضًا في تحسين الخدمات العامة والمرافق للمجتمعات المحلية، عندما يحتاج السياح إلى الإقامة والترفيه والتسوق وغيرها من الخدمات، يتم تطوير هذه الخدمات في المناطق السياحية في سورية. يعمل ذلك على تحسين جودة الحياة للسكان المحليين وتوفير فرص اقتصادية إضافية من خلال الوظائف والمشاريع المرتبطة بالسياحة. بفضل دخل السياحة، يمكن تطوير المدارس والمستشفيات والبنية التحتية الأخرى في المجتمعات المحلية وتحسين الحياة اليومية للسكان.

أهم أنواع السياحة في سورية:

1- السياحة الدينية:

أبرز أماكن السياحة الدينية المتعلقة في سورية هي المسجد الأموي ومقام السيدة زينب ومقام السيدة رقية ومقام النبي هابيل في العاصمة دمشق، وجامع خالد بن الوليد في حمص، والجامع الأموي الكبير في حلب، بالاضافة لكنائس وأديرة هي الأقدم في العالم وأماكن وبلدات هامة بالتاريخ المسيحي مثل معلولا وجبعدين وصيدنايا وكنائس مثل الكنيسة المريمية ودير سيدة النياح وكنيسة القديس حنانيا وكنيسة القديس بولس الرسول وكنيسة الزنار وكنيسة الصليب وكنيسة الفرنسيسكان وكنيسة قلب لوزه وكنيسة القديس سركيس وكنيسة يسوع… الخ.

2- السياحة الجغرافية والاصطياف:

أبرز أماكن السياحة الترفيهية والاصطياف المتعلقة في سورية  حيث الطبيعة الخلابة وجمال المناظر الطبيعية هي : ” الزبداني – بلودان – بقين- دُمّر والهامة- مضايا – سرغايا – صافيتا -مشتى الحلو – مرمريتا – سلمى – النبعين- القدموس – صلنفة – الدريكيش- كسب – رأس البسيط – رأس ابن هاني – مصياف- أبو قبيس – وادي العيون – سلمى – مشقيتا- البحيرات السبع- مصايف وادي بردى- الكفرون- جبل الأربعين- المشتاية – اليعقوبية- غابات الفرلق – شواطء طرطوس واللاذقية”.

3- السياحة التاريخية:

ومن أهم الأماكن التاريخية والآثرية التي يمكن زيارتها في سورية للتمتع بعبق الماضي وآثار القدماء هي مدينة تدمر يليها القلاع الاثرية كقلعة حلب وقلعة صلاح الدين الايوبي وقلعة الحصن وقلعة المرقب وقلعة القدموس والمضيق والخوابي وصافيتا والأكراد … الخ، ومن أهم المدن الاثرية أيضاً: “أفاميا- أوغاريت – سرجيلا -عمريت – الرصافة- دورا أوربوس (الصالحية)- مملكة ماري – إيبلا – قنوات – شهبا- بصرى – غوزانا (تل حلف) جبعدين”.

4 -السياحة العلاجية:

السياحة العلاجية بشتى أنواعها من اهم أنواع السياحات ليس فقط في سورية وإنما في العالم لانها تكون بهدف العلاج والاستشفاء بالمياه الكبريتية والمعدنية، ويوجد في سورية عدد كبير من الينابيع المعدنية، ووضعت وزارة السياحة السورية هذه الينابيع للاستثمار وأصبحت بعض هذه الينابيع مراكز استقطاب سياحي ومن هذه الينابيع المعدنية “نبع الحياة” الواقع على بعد 45 كم جنوب دمشق في قرية جباب التابعة لمحافظة درعا وكذلك ينابيع “رأس العين” والتي بها مجموعة من ينابيع المياه الكبريتية والمعدنية في مدينة رأس العين التي تتبع محافظة الحسكة.

والجدير بالذكر أن قطاع السياحة في سورية تضرر بشكل كبير منذ عام 2011، وتسعى وزارة السياحة عبر خطط سنوية لدعم هذا القطاع.

حيث قال وزير السياحة السوري محمد رامي مارتيني منتصف العام الماضي ” أنّ”هناك 3600 منشأة بين الفنادق والمطاعم والمنتجعات رغم الحرب والإرهاب ومئات المنشآت المتضررة، ونحن نفتتح مشاريع استثمارية ومخصصة للسياحة الشعبية، لدينا شواطئ في الكرنك بطرطوس وفي اللاذقية وبريف دمشق ومغارة جوعيت وفي حلب وحمص، وهناك مشاريع متخصصة تتدخل بها الحكومة ووزارة السياحة ضمن قانون الاستثمار الذي يعتبر متطورا، ونحن نقدم لهم كل التسهيلات والمصداقية ولدينا افتتاح لعشر مشاريع جديدة” ، كما تعمل وزارة السياحة  على إطلاق منصة إلكترونية تسهل عملية الحصول على تأشيرة دخول للأشخاص الذين يرغبون في زيارة سورية.

عودة قطاع السياحة إلى الواجهة له فوائد جمّة وعلى جميع الاصعدة لآن سورية كانت ومازلت وستبقى مهد الحضارات.

علي عمراني

 

لمزيد من أخبار الاقتصاد على باب الجابية

تابعونا على الشبكات الاجتماعية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

المحتوى المشترك