تشهد سورية في الفترة الأخيرة، إقبال كبير من السياح، و على الرغم من الأحداث والأزمة
التي شهدتها والتي أدت لتدمير البنية التحتية لبعض المناطق، بالإضافة إلى هجرة الفئة الشابة
إلا إنها مازالت تشكل سراً للشعوب العربية والغربية، فالكل يرغب بمعرفة الحضارة المتعلقة بها وبشعبها الجبار.
التعافي المستحق:
سورية تدخل حالياً بمرحلة التعافي والنهوض، فقد أزالت الغبار عن نفسها، وركبت موجة التطور والتقدم والانجذاب السياحي
فها نحن نراها وعلى الرغم من التحسن البسيط التي تشهدها إلا أنها وجهة سياحية دينية، علاجية، ترفيهيه، تسويقية، تجذب المجتمع العربي والغربي.
احصائيات سياحية للعام الفائت:
وحسب الصفحة الرسمية لرئاسة مجلس الوزراء، تبين أن القطاع السياحي خلال عام 2023 شهد تحسناً ملحوظاً في مختلف جوانب العمل بالنسبة للأعوام السابقة.
بلغ الرقم المقدر تحقيقه للفنادق العائدة بملكيتها للوزارة (داما روز- شيراتون دمشق- فندق ومنتجع لاميرا -فندق شهبا حلب)
خلال العام 2023 ما يقارب 125 مليار ليرة بنسبة ارتفاع تجاوزت 120 بالمئة عن العام الماضي وبلغ إجمالي الربح ما يقارب 28 مليار ليرة
وبنسبة ارتفاع 145 بالمئة عن العام الماضي، أما عن أرباح شركات السياحة فقد تجاوزت الـ 2.6 مليار ليرة.
دعم واستثمار القطاع السياحي:
بالعودة للاستثمارات منح القطاع السياحي عام 2023 عدد كبير من الترخيصات لكل من المنشآت السياحية، مراكز تدريب سياحية، رخص إشادة سياحية
و توظيف سياحي وفق صيغة الـ (بي أو تي)، توقيع ملاحق عقود استثمار شاليهات ومخيم عمريت السياحي، وموقع منطقة الكورنيش الجنوبي باللاذقية
و مكاتب السياحة والسفر، فنادق، بالإضافة إلى دعم الفعاليات السياحية.
السياحة الدينة في سورية:
حسب الحركة السياحية فقد بلغ عدد القادمين إلى سورية لنهاية شهر كانون الأول نحو 2 مليون قادم منهم 1 مليون و750 ألف عرب
و250 ألف أجانب، منهم 213 ألف زائر للمواقع المقدسة.
وعليه نرى اتجاه الدعم الحكومي للمناطق الدينية كونها تشكل نقطة سياحية مهمة للسياح العرب
كما تفقد يوم أمس وزير السياحة محمد رامي المارتيني ومحافظ ريف دمشق صفوان أبو سعدى الواقع السياحي والخدمي في مدينة السيدة زينب
كونها تعتبر وجهة دينية مهمة للعرب خاصة العراقيين.
حيث شملت زيارة الوزير عدداً من الفنادق والمنشآت السياحية والشوارع الرئيسية في المدينة
واستمع من القائمين على هذه المنشآت على واقع العمل والاحتياجات اللازمة للارتقاء بالواقع السياحي.
وأكد المارتيني “أن مدينة السيدة زينب تكتسب شهرة كبيرة على المستوى العالمي وهي رمز ديني وسياحي وحضاري كبير ومركز استقطاب ليس سياحي فقط
وانما ايضا مركز اقتصادي وخدمي الى جانب مكانتها الثقافية والانسانية على المستويين المحلي والدولي
واضاف أن ما لمسه خلال الجولة في المدينة يدعو الى السرور فقد شهدت المدينة تطورا ملفتاً على صعيد البنية التحتية
وعلى صعيد المنشآت السياحية وخصوصا في مجال الضيافة والفنادق التي يصل عددها الى أكثر من 100 فندق
جميعها تقدم خدمات وضيافة وفق معايير مطبقة محليا ودوليا.”
وعن السياحة في سورية أعرب مريني عن ثقته بتحقيق قفزة نوعية على الصعيد السياحي خصوصاً بعد النصر السياسي والعسكري الذي حققته سورية
في حربها ضد الارهاب بتضحيات أبطال الجيش العربي السوري والقيادة الاستثنائية للسيد الرئيس الدكتور بشار الأسد.
السياحة العلاجية:
يعتمد هذا النوع من السياحة على غنى سورية بالمقومات الطبيعية المنتشرة والتي تشمل ينابيع المياه المعدنية
والمياه المعدنية الكبريتية الحارة والطين الكبريتي، وأشعة الشمس والحمامات الكبريتية والعريقة
والعديد من المواقع الطبيعية التي تساعد على علاج الكثير من الأمراض، إضافةً للمقومات الأخرى التي تخدم هذا النوع من السياحة
من مصحات متخصصة ومراكز طبية ومستشفيات حديثة مجهزة بمعدات طبية وكوادر بشرية تمتاز بالكفاءة العالية.
ومن خلال هذه الكفاءات الطبية والسمعة الحسنة التي يتميز بها الطبيب السوري
إضافة للتفاوت الكبير في تكاليف الخدمات الطبية المقدمة في سورية
مقارنة مع الدول الأخرى تستقطب سورية سنوياً العديد من السياح بهدف السياحة العلاجية.
السياحة الترفيهية والتسويقية:
تحمل أهمية كبير لدى السياح العرب والأجانب من ناحية الترفيه والتسوق ويعود ذلك للأسباب التالية:
- التراث الثقافي والتاريخي:
سورية تحتضن ثروة من التراث الثقافي والتاريخي الذي يجذب الزوار من العرب والغرب
تحتوي البلاد على مدن قديمة مثل دمشق وحلب التي تضم معالم تاريخية هامة مثل القلعة الأموية والباسل والكنائس القديمة
بالإضافة للعديد من المواقع الأثرية المهمة في المدرجة على قائمة التراث العالمي لليونسكو، مما يضفي قيمة ثقافية كبيرة على السياحة في البلاد.
- الشواطئ الجميلة والمنتجعات السياحية:
تتمتع سورية بساحل طويل على البحر الأبيض المتوسط، وتضم العديد من الشواطئ الجميلة التي تجذب السياح
بالإضافة إلى توفر المنتجعات السياحية والتي تقدم تجارب ترفيهية مميزة متطبعة بالثقافة السورية.
- الرحلات الطبيعية والتسويقية:
تتميز سورية بتنوع طبيعي كبير، حيث تضم جبالًا ووديانًا وشلالات ومحميات طبيعية. فيمكن للسائح الاستمتاع بالمشي لمسافات طويلة
في جبال اللاذقية واستكشاف جمال الطبيعة في كسب، وادي الناقورة، وجبل العرب.
بالإضافة إلى الاستمتاع بالتسوق في الأسواق التقليدية في دمشق وحلب والتعرف على الحرف التقليدية
والمنتجات المحلية خاصة بأن المنتجات السورية تتصف بالجودة العالية والسعر الرخيص.
وفي الختام نرى بأن مستقبل سورية واعد من الجهة السياحية، وأن نبض الحياة عاد إليها
وبدأت بالتغاوي لتجذب العرب والأجانب لتركب موكب الازدهار والتطور من جديد، متناسية ألمها من الحرب الشعثاء التي أصابتها.
لمزيد من التفاصيل تابعنا على فيسبوك و تلغرام