الذكاء الاصطناعي والكشف عن إسرار الماضي

الذكاء الاصطناعي يكشف الإسرار القديمة للكتابة المسمارية

لطالما كانت العصور القديمة تشكل لغزاً معقداً لدى علماء الآثار والمتاحف، باحثين عبر العصور على مفتاح لتلك الأحاجي الصغيرة

لحل أو كشف طرف خيط يكشف لنا كيف بدأت الحياة على هذه الأرض وما التطورات التي عاشها أقراننا وأجدادنا.

اليوم ومع تطور العالم واكتشاف الذكاء الاصطناعي وتطوره واعتماد العالم التقني، الاجتماعي، الاقتصادي، الثقافي، والفني عليه
كوسيلة مساعدة لتسهيل الحياة اليومية والعملية.

تم اعتماد علماء العلوم التطبيقية عليه، للكشف عن أحجية صغيرة من أقدم أشكال الكتابة البشرية، شبيه الـ Ai بمترجم غوغل.

وتبين أن العلماء اعتمدوا مساعدة منهج ال “فراغمونتاريوم” من الذكاء الاصطناعي لإعادة بناء النصوص والكشف عن المخطوطات المفقودة.

 

وبين أستاذ الآداب القديمة والشرقية في جامعة ميونخ ” أنريكي خيمينيز” وهو مختص بدراسة بلاد ما بين النهرين القديمة
المختص بالألواح الطينية لتلك المنطقة ضمن لقاء أجراه على أحد القنوات العربية، التالي:

 

من المثير أن تتمكن من إعادة بناء أقدم الآداب على الإطلاق، بمساعدة التقنيات المتطورة المتوفرة لدينا في الوقت الحاضر

وكثيراً ما نسمع عن الاستخدام السيء للـ Ai ولكن من الجيد أيضاً استخدامه لفعل الخير.

 

يعتقد المرء أن الألواح الطينية هي طريقة بدائية للكتابة

ولكنها في الحقيقة أقل تكلفة وأكثر ديموميه من أي وسيلة كتابة اخترعتها البشرية على الإطلاق

 فبمجرد كتابة شيء على الطين يمكن أن يبقى للأبد بشرط الدفن الصحيح وتبقى المشكلة الوحيدة هي قابليته للكسر.

ولذلك ما نجده ليس لوح كامل بل قطعاً من تلك الألواح

ومنذ القرن التاسع عشر وفك الرموز الكتابة المسمارية ونحن نحاول تجميع كل تلك القطع لجعلها منطقية.

 

فعلى سبيل المثال: مع اكتشاف بداية ملحمة جلجامش المشهورة جداً، السطر الأول لها “الذي رأى العمق”

لم نستطيع إيجاد الجزء الثاني إلا بعد 15 عاماً، فهي مليئة بالثغرات الصغير، و لقد قمنا بالتنقيب عن العديد من الألواح في القرن التاسع عشر

وهي الآن موجودة في العديد من المتاحف حول العالم، ويحاول العلماء تجميعها لجعلها ذات معنى

وقد تكلل عملهم ببعض النجاح، لكن العملية بطيئة جداً، إذ عليك أن تذهب إلى المتحف وأن تطلب الألواح لتفحصها واحد تلوى الأخر

ثم تحاول العثور على المكان الذي تنتمي إليه.

 

والمشروع الحالي الذي نقوم به هو محاولة مطابقة نصوص القطع، مع نصوص القصائد المعروفة

فمثلاً لدينا ملحمة جلجامش بأكملها ونقوم بتشغيل خوارزمية تحاول مطابقة التسلسل الموجود في القطع مع أي نص آخر

وهي عملية تم استخدامها في المعلوماتية الحيوية لمطابقة تسلسلات البروتينات بغرض تحديد الحمض النووي الصبغي

ليتم تطبيقها على الألواح المسمارية وعلى الكتابة المسمارية.

 

و الآن نقوم بالعمل على نص جديد لإعادة بنائه في الوقت الحالي، حيث  يحتوي على ترنيمة لمدينة بابل
وتم تطبيق تقنية الـ ” فراغمونتاريوم” وهي أحد مناهج الذكاء الاصطناعي على النص لإعادة بنائه

وبفضله تمكنا من العثور على كمية هائلة من المخطوطات لهذا النص.

 

وبفضل الذكاء الاصطناعي سنتمكن من نشر النص القديم للمرة الأولى منذ ألفي عام، يرافقه 30 مخطوطة منه

ونتيجة للـ Ai تمكنا من استعادة بناء النص بطريقة أفضل ما كانت عليه بالسابق دون ثغرات.

 

مرحلة جديدة: 

إما الآن نحن بمرحلة مثيرة للغاية من البحث، لأن لدينا العديد من مشاريع الصور، في العديد من متاحف العالم

أهمها في المتحف البريطاني في لندن، والمتحف العراقي في بغداد، لذا نتلقى الكثير من الصور ونقوم بمعالجتها من خلال تقنية مطورة تحللها تلقائياً.

 

والأمر الأكثر إثارة هو أننا نقوم بتطور تقنية ” تَعرف ضوئي” خاص بالكتابة المسمارية، بحيث يمكنها التعرف التلقائي على الرموز بدرجة عالية من الدقة

ونأمل بتحسين هذا بالذكاء الاصطناعي الذي يتعرف على الرموز، بحيث نجعله يقرأ الألواح المسمارية بشكل متكامل لنتمكن من أتمتة العملية برمتها من البداية.

 

تقارير صحفية:

بينت بعض التقارير الصحفية، أن نظام الذكاء الاصطناعي الذي تم ابتكاره لفك رموز الكتابة المسمارية قرأ لحد الآن نحو 2000 لوح مسماري

ضمن مليون لوح موجود في العالم، ومعظمها جاء من بلاد الرافدين القديمة والتي هي الآن عبارة عن سورية، العراق، وتركيا، وما بين نهري دجلة والفرات.

مبينة أن النموذج الأول من البرنامج يمكنه تميز الرموز بشكل موثوق من لغتين، إحداها اللغة الأكادية التي لم يتحدث بها أو يتم كتابتها منذ 2000 عاماً.

كما ذكرت الصحف أن عمر الألواح الطينية أكثر من 5000عام، مما يجعلها أقدم السجلات المكتوبة والمتعلقة بالبشر.

 

وبين عالم الكومبيوتر “جاي جوثرز” وهو أحد مطوري النسخة الأولى من البرنامج

” إن الباحث ليس بحاجة إلى فهم اللغة الأكادية لترجمة اللوح والحصول على ما وراء الكتابة المسمارية، فبإمكانه استخدام خوارزمية البرنامج لفهم واكتشاف ما يخبرنا به الماضي”

 

لوح جلجامش

تابعونا على الشبكات الاجتماعية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *