يتوجه السوريون يوم الاثنين الموافق 15/7/2024 إلى صناديق الاقتراع لانتخاب (250 عضواً من أصل 8953) ) مرشحاً عن الفئتين (أ) و (ب) في إطار انتخابات الدور التشريعي الرابع لمجلس الشعب.
ما يميز هذه الانتخابات عن سابقاتها هو ازدياد أعداد الشباب المرشحين، فما أهمية مشاركة هذه الفئة؟
إن الشباب هم عماد الوطن ومستقبله، عليهم يعقد الأمل في تطويره والدفاع عنه، ومشاركتهم في الحياة العامة ومنها الحياة السياسية (سواء بالانتخاب أو بالترشح أو الانضمام إلى الأحزاب وجمعيات المجتمع المدني والوصول إلى بعض مراكز اتخاذ القرار)
تسهم في ازدهار الدولة وتعزيز الديمقراطية. لا نبالغ إذا قلنا أن الشباب هم ثروة أي بلدٍ كونهم الفئة الأكثر طموحاً ومرونة وقابلية للتغيير، إضافة لما يمتلكونه من أفكارٍ متقدة وطاقات هائلة كونهم في سن ذروة العطاء، وعليه فلا تطوير ولا تقدم ولا إصلاح في أي بلد دون مشاركة هذه الفئة.
ولهذه الأهمية اعتمدت الأمم المتحدة يوم 12 آب يوم الشباب الدولي، للالتفات إلى قضاياهم ومكانتهم في المجتمع.
دور الجمهورية العربية السورية في دعم الشباب
كما أن الجمهورية العربية السورية لم تتجاهل وتغفل عن دورهم المهم وهذا واضح في دستورها لسنة 2012.
فجاء في البند الثاني من المادة العشرين 20:
(تحمي الدولة الزواج وتشجع عليه، وتعمل على إزالة العقبات المادية والاجتماعية التي تعوقه، وتحمي الامومة والطفولة، وترعى النشء والشباب، وتوفر لهم الظروف المناسبة لتنمية ملكاتهم).
و يحرص السيد الرئيس بشار الأسد على إجراء اللقاءات الدورية معهم والحوار معهم لتفهم مطالبهم والإنصات لكل مشاكلهم متشاركاً وإياهم إيجاد الحلول.
أما القوانين السورية فأعطت الشباب حق التصويت والترشح، سواء في الدستور أو في قانون الانتخابات العامة،
حيث جاء في المادة التاسعة والخمسين 59 من الدستور السوري ’2012’ (الناخبون هم المواطنون الذين أتموا الثامنة عشرة من عمرهم وتوافرت فيهم الشروط المنصوص عليها في قانون الانتخابات).
وفي قانون الانتخابات إحدى شروط الترشح لمجلس الشعب والإدارة المحلية هي أن يتم المرشح الخامسة والعشرين من عمره وذلك في بداية العام الذي يجري فيه الانتخاب.
وهو ما يسمح لفئة كبيرة من الشباب الترشح للانتخابات على أمل الوصول إلى المجلس وتمثيل هذه الفئة خير تمثيل.
لجنة الشباب والرياضة
منوهين إلى وجود لجنة دائمة في مجلس الشعب وهي (لجنة الشباب والرياضة) وتختص هذه اللجنة في :
-1 النظر في شؤون الشباب ورفع مستوى كفاءاتهم وتطويرها في مختلف المجالات،
-2 شؤون الرياضيين ودعم المتميزين والموهوبين منهم علمياً ورياضياً،
-3 تعزيز دور المنظمات الشعبية والنقابات المهنية والجمعيات والمراكز الشبابية لجهة رعاية الشباب.
الشباب السوري خلال الحرب
كل ما مر به الشباب السوري خلال الحرب الظالمة على سورية كان عبارة عن شحذ للهمم ما جعله متمسكاً بوطنه منتمياً إليه مدافعاً عنه، إذ قدمت سورية خيرة شبابها لتحريرها من الإرهاب.
وعند حدوث الزلزال رأينا كيف توافد الشباب والشابات السوريات إلى الجمعيات للتطوع والعمل والمساعدة، إضافة لإبداعهم في المجالات العلمية والرياضة والفنون.
وبسبب تبعات الحرب والحصار الاقتصادي التي جعلت الوضع المعيشي صعباً، نرى أن ترشح أشخاص من الفئة العمرية الشابة لانتخابات مجلس الشعب هو شيء جيد،
فهم الأقدر على فهم مشاكل بعضهم وإيصال صوتهم والعمل لإيجاد حلول تحسين واقعهم وضمان مستقبلهم.
رغم ما تم ذكره يرى البعض أن هذه الانتخابات لن تختلف عن سابقاتها من حيث فئة الأشخاص أي ان الأسماء فقط التي ستتغير وأن المرشحين عن الأحزاب ورجال الأعمال
هم من سيكون لهم النصيب الأكبر من المقاعد. ويبقى الحكم النهائي في هذا الأمر للشعب السوري الذي سيحدد إن كانت هذه الانتخابات تختلف عن سابقاتها أم لا،
وسواء اختلفت أم لم تختلف فالمطلوب من أعضاء المجلس أن يضعوا أهداف الشعب وآماله وتطلعاته نصب أعينهم وأن تكون هي القنديل الذي يلهمهم لخدمة أبناء بلدنا.
روبير بيطار