خليط من الإبداع والثقافة والاقتصاد، يعرف باسم “الاقتصاد الإبداعي“، وهو نشاط اقتصادي يحمل طابع ثقافي وقيم فكرية، يعتمد على الإبداع والابتكار ويمكن تحويله إلى سلع وخدمات ومشاريع رابحة.
يمكننا القول بأنه إنتاج أو إعادة إنتاج أو ترويج أو نشر أو تسويق السلع والخدمات والأنشطة التي لها محتوى ثقافي أو فني أو تراثي.
منظمة اليونسكو قسمت هذا النوع من الاقتصاد إلى سبعة نطاقات ثقافية لتسهيل عرض وتصنيف البيانات
منها الدعاية والإعلان والفندقة والملبوسات والمنسوجات ودور العرض السينمائي
وهي أمور مرتبطة بالقطاع السياحي والترفيهي، وصولاً لتحسين جودة الحياة.
كما يشمل أيضاً مجموعة واسعة متنوعة من الصناعات مثل:
- الفنون البصرية: الرسم، والنحت، والتصوير الفوتوغرافي.
- الموسيقى: الإنتاج الموسيقي، وتوزيع الموسيقى، والعروض الموسيقية.
- الأفلام والسينما: إنتاج الأفلام، والتوزيع، والعروض السينمائية.
- الإعلام والإذاعة: التلفزيون، والراديو، والنشر الرقمي.
- التصميم: تصميم الأزياء، والتصميم الداخلي، وتصميم المنتجات.
- الألعاب الإلكترونية: تطوير الألعاب، وتسويقها، وتوزيعها.
- التكنولوجيا والإبداع الرقمي: تطبيقات الهاتف المحمول، والواقع الافتراضي، والواقع المعزز.
أول من صاغ مصطلح “الاقتصاد البرتقالي”
صاغ مصطلح “الاقتصاد البرتقالي” فيليبي بويتراغو وإيفان دوكي في تقرير صدر في 2013م لبنك التنمية للبلدان الأمريكية
بعنوان (الاقتصاد البرتقالي: فرص لا حدود لها)، يشمل تلك الأنشطة
التي تشكل جزءاً مما يعرف بالاقتصاد الإبداعي والقطاعات الثقافية.
كما استخدم جون هوكينز مصطلح الاقتصاد الإبداعي عام 2001 ليؤكد بأن الصناعات الإبداعية التي تنشأ
من الإبداع الفردي والمهارات والمواهب لديها القدرة على خلق الثروة والوظائف من خلال توليد واستغلال الملكية الفكرية.
كيف تسهم الصناعات الإبداعية بالنمو الاقتصادي؟
يخلق الاقتصاد البرتقالي فرص عمل جديدة وتعزيز الابتكار، وبالتالي يسهم في النمو الاقتصادي من خلال:
تنويع الاقتصاد: يوفر الاقتصاد البرتقالي بدائل جديدة للاقتصادات التقليدية التي تعتمد على الموارد الطبيعية والصناعات الثقيلة.
تعزيز الهوية الثقافية: يسهم في الحفاظ على التراث الثقافي وتعزيزه من خلال الفنون والإعلام.
الابتكار والتكنولوجيا: يعزز من استخدام التكنولوجيا والابتكار في إنتاج السلع والخدمات، مما يزيد من تنافسية الاقتصاد.
تنمية المهارات: يشجع على تطوير المهارات الإبداعية والتكنولوجية بين الأفراد، مما يساهم في بناء رأس مال بشري قوي.
نماذج عالمية تصنف ضمن الاقتصاد البرتقالي أو الإبداعي
مدينة هوليوود في الولايات المتحدة: تعتبر هوليوود مركزاً عالمياً لصناعة السينما والإنتاج الإعلامي.
مدينة بومباي في الهند: تعرف بكونها مركزاً لصناعة السينما الهندية “بوليوود”، وهي من أكبر صناعات الأفلام في العالم.
سيليكون فالي في كاليفورنيا: تعتبر مركزاً عالمياً للابتكار التكنولوجي وتطوير البرمجيات والأجهزة التكنولوجية.
تحديات تواجه الاقتصاد البرتقالي فما هي؟
- حماية الملكية الفكرية: تعتبر حقوق الملكية الفكرية تحدياً كبيراً في الاقتصاد البرتقالي، حيث يجب حماية الأفكار الإبداعية من القرصنة والانتهاك.
- التمويل: يحتاج رواد الأعمال في المجالات الإبداعية إلى تمويل مستمر، وهو ما يمكن أن يكون تحدياً في ظل عدم الاستقرار الاقتصادي.
- التعليم والتدريب: يتطلب الاقتصاد البرتقالي قوة عاملة ذات مهارات عالية في الابتكار والإبداع، مما يستلزم نظاماً تعليمياً يدعم تطوير هذه المهارات.
- البنية التحتية الرقمية: تحتاج الصناعات الإبداعية إلى بنية تحتية رقمية متقدمة لدعم الإنتاج والتوزيع، وهو ما يمكن أن يكون تحدياً في بعض المناطق.
ما الذي يمكن أن يقدمه الاقتصاد البرتقالي؟
الانتشار العالمي: يمكن للصناعات الإبداعية أن تصل إلى جمهور عالمي عبر الإنترنت والتكنولوجيا الرقمية.
التفاعل بين الثقافات: يتيح الاقتصاد البرتقالي فرصاً للتفاعل والتبادل الثقافي بين البلدان، وهذا يعزز من فهمك للثقافات المختلفة ويجعلك أكثر انفتاحاً.
التنمية المستدامة: يمكن أن يسهم الاقتصاد البرتقالي في تحقيق أهداف التنمية المستدامة من خلال تعزيز التعليم الجيد، والعمل اللائق، والنمو الاقتصادي.
يدعم الاقتصاد البرتقالي إمكانات القطاع الثقافي والإبداعي لتعزيز الابتكار كمحرك للتنمية المستدامة من خلال دوره القوي
كمورد لتوليد النمو الاقتصادي، وتعزيز الظروف الثقافية والاجتماعية والبيئية والاقتصادية المحلية.
كما يتطلب الاقتصاد البرتقالي قوة عاملة ذات مهارات عالية في الابتكار والإبداع
مما يستلزم نظاماً تعليمياً يدعم تطوير هذه المهارات، كذلك تحتاج الصناعات الإبداعية إلى بنية تحتية رقمية متقدمة
بما يدعم الإنتاج والتوزيع، وهو ما يمكن أن يكون تحدياً في بعض المناطق.