مطار دمشق الدولي

مطار دمشق الدولي وأهميته الإقتصادية

إن مطار دمشق الدولي يعد أحد أهم المرافق الاقتصادية في سورية، حيث يلعب دورًا حيويًا في تعزيز النمو الاقتصادي للبلاد، ويعتبر المطار بوابة تجارية رئيسية تربط سورية بالعالم الخارجي، فهو يستقبل العديد من الرحلات الجوية الدولية من مختلف البلدان ويوفر خدمات الشحن الجوي. بالإضافة إلى أن المطار يخدم أيضًا العديد من الزوار والسياح القادمين إلى سورية.

من هو مطار دمشق الدولي:

هو أكبر مطار دولي في سوريا، يبعد عن العاصمة دمشق حوالي 25 كم في الاتجاه الشرقي، يرجع تاريخ إنشاء المطار إلى عام 1970، ويعتبر مطار دمشق الدولي ثاني مطار يتم إنشاءه بعد مطار المزة الذي يقع غرب مدينة دمشق، والذي كان يعتبر البوابة الجوية لدمشق وذلك قبل إنشاء المطار الحالي، ويعتبر مطار دمشق الدولي المقر الرئيسي ومركز عمليات الخطوط الجوية السورية، وأجنحة الشام.

التأثير الاقتصادي المباشر وغير المباشر للمطار:

يحظى مطار دمشق الدولي بتأثير اقتصادي كبير يتجلى في العديد من الجوانب. يُعزى التأثير المباشر للمطار إلى دوره في توفير فرص العمل للمواطنين، حيث يعمل العديد من الأشخاص في قطاع الطيران في المطار والمؤسسات المتعلقة به. بالإضافة إلى ذلك، يوفر المطار فرص الاستثمار والتجارة لقطاعات مختلفة في البلاد، فالشركات والتجار يستخدمون المطار لنقل البضائع وتسهيل عمليات الاستيراد والتصدير.

من ناحية أخرى، يحمل المطار أيضًا تأثيرًا غير مباشر يتمثل في تعزيز السياحة والقطاع الفندقي في سورية. فبفضل توفر المطار ووصول رحلات جوية من مختلف البلدان، يزداد عدد السياح الذين يزورون سورية ويحتاجون إلى الإقامة في الفنادق وتناول الطعام وتجارة الهدايا والسوشيال ميديا.

أي أن تطوير وتشغيل مطار دمشق الدولي يعتبر عاملا حاسمًا لتعزيز الاقتصاد السوري وخلق فرص عمل جديدة، وبالتالي يجب أن يولى الاهتمام الكافي بتطوير البنية التحتية وتعزيز الخدمات المقدمة بالمطار.

القطاعات الاقتصادية المستفيدة:

أولاً) القطاع السياحي:

يعتبر مطار دمشق الدولي عاملاً مهماً في تعزيز القطاع السياحي في سورية. بفضل وجود المطار وتوافر الرحلات الجوية من مختلف البلدان، يتزايد عدد السياح الذين يزورون البلاد ويستفيدون من الخدمات السياحية المقدمة لهم، ويحتاج السياح إلى الإقامة في الفنادق واستئجار السيارات وزيارة المعالم السياحية وتذوق الأطعمة المحلية وشراء الهدايا التذكارية. بالتالي، يزيد الطلب على هذه الخدمات ويساهم في تحسين الأنشطة الاقتصادية في قطاع السياحة.

ثانياً) قطاع النقل والشحن الجوي:
يوفر مطار دمشق الدولي فرصًا عديدة في قطاع النقل والشحن الجوي، حيث يستخدم المطار من قبل الشركات والتجار لنقل البضائع إلى ومن سورية، وذلك بواسطة الشحن الجوي. يتم تسهيل عمليات الاستيراد والتصدير عن طريق المطار، مما يعزز التجارة الدولية ويعطي دفعة قوية للاقتصاد. بالإضافة إلى ذلك، يحتاج قطاع النقل إلى خدمات وتقنيات متقدمة لتشغيل المطار وإدارة الرحلات الجوية، مما يفتح المجال لاستثمارات جديدة وتطوير صناعة الطيران في سورية.

 توفير فرص العمل:

 لاشك ان سوق العمل يتأثر كثيراً بالمطار في بقعة جغرفية، حيث يعد مطار دمشق الدولي مصدراً رئيسياً لتوفير فرص العمل في سورية، ويشكل المطار مركزاً حيوياً يجذب العديد من الشركات والمؤسسات لتقديم الخدمات اللازمة وتشغيل العديد من الأنشطة، حيث يعمل المطار كمركز للتجارة الدولية مما يفتح المجال لظهور وتوفير فرص العمل في قطاعات التصنيع والتجارة واللوجستيات.

 وللتنويه يوفر مطار دمشق الدولي فرص عمل مباشرة وغير مباشرة للعديد من الأفراد. الوظائف المباشرة تشمل وظائف المضيفين والمضيفات الجويين، الموظفين الإداريين، وموظفي الأمن والسلامة. أما الفرص غير المباشرة فتشمل وظائف في قطاع الخدمات، مثل الفنادق والمطاعم والنقل وتأجير السيارات، كما يعمل المطار بصورة مستدامة على توسيع مجال فرص العمل في سورية وخلق فرص جديدة للشباب والمحترفين.

زيادة الاستثمارات الأجنبية:

يلعب مطار دمشق الدولي دوراً حيوياً في جذب الاستثمارات الأجنبية إلى سورية. حيث يعد المطار بوابة للتجارة الدولية ووجهة مهمة للشركات العالمية، يتيح وجود المطار وسهولة الوصول إليه فرصاً استثمارية مثيرة للاهتمام في مجالات متنوعة مثل السياحة والتجارة والصناعة، كما يقدم المطار البنية التحتية اللازمة والخدمات اللوجستية التي تجعله مركزاً جاذباً للاستثمارات. بفضل موقعه الاستراتيجي في قلب الشرق الأوسط ونقطة تجمع للمشاريع الاقتصادية الجديدة وفرص التوسع العالمية.

التأثير الاقتصادي للإيرادات الوافدة جراء الاستثمارات الأجنبية:

تعد الاستثمارات الأجنبية مصدراً هاماً للإيرادات الوافدة للاقتصاد السوري، وتتيح هذه الاستثمارات فرص النمو الاقتصادي وتعزز القطاعات المختلفة مثل السياحة والتجارة والصناعة. بوجود مجتمع تجاري نابض بالحياة وزيادة الأنشطة التجارية والاستثمارية، يقوم المطار بدوره في تعزيز السياحة وزيادة الإيرادات من السياحة الوافدة. كما يوفر الاستثمار الأجنبي فرص العمل للسكان المحليين ويسهم في تحسين مستوى المعيشة. ومع زيادة حجم الاستثمارات الأجنبية، يمكن للاقتصاد السوري أن يصبح أكثر تنوعاً وقوة مما يعزز استقراره واستدامته في المستقبل.

الجدير بالذكر أن مطار دمشق الدولي عانى كثيراً في ظل الحصار الاقتصادي الخانق على سورية، فالكثير من شركات الطيران والنقل امنتعت عن قيام رحالاتها إلى البلاد، ناهيك عن الاستهداف الاسرائيلي المستمر للمطار وخروجه عن الخدمة مرات عديدة ولمدة إعادة تأهيل قد تصل إلى اسابيع، وهذا جدول بالمرات التي تم استهداف مطار دمشق الدولي:

  • في 10 تموز 2022، نتيجة قصف إسرائيلي إلى أضرار بالمطار وخروجه عن الخدمة وتعليق الرحلات عبره، وظلت الرحلات معلقة لأسبوعين واستأنفت في 22 تموز 2022.
  • في 2  كانون الثاني 2023، تم استهداف المطار بقصف إسرائيلي أودى بحياة أربعة عناصر وجعل المطار يخرج عن الخدمة. وعاد للعمل بعد ساعات بعد إصلاح الضرر.
  • في 12 تشرين الأول 2023، تم استهداف مطار دمشق برشقات من الصواريخ الاسرائلية ما أدى إلى تضرر مهابط المطارين وخروجهما من الخدمة. وعاد المطار للعمل في 18 تشرين الأول 2023.
  • في 22 تشرين الأول 2023، تم استهداف مطار دمشق للمرة الثانية خلال عشرة أيام بصواريخ اسرائلية من اتجاه البحر المتوسط غرب اللاذقية ومن اتجاه الجولان. أدى الاستهداف إلى وفاة عامل مدني وإصابة أخر وإلحاق أضرار مادية بمهابط المطارين، أدت إلى خروجهما من الخدمة، ولم يعد المطار إلى الخدمة إلا بعد أكثر من شهر.
  • في 26  تشرين الثاني 2023، بعد ساعات من إعادة المطار إلى الخدمة من الاستهداف السابق، استهدفت إسرائيل المطار بالصواريخ مرة آخرى، وأدى إلى خسائر مادية وخروج المطار عن الخدمة مجدداً، ثم عاد المطار للخدمة في 27 تشرين الثاني 2023 دون إعلان رسمي.

خلاصة الكلام: بالرغم من الظروف القاصية التي تتعرض لها سورية، وعدم وجود أرقام واضحة عن تضرر مطار دمشق الدولي، ولكن يبقى المطار يلعب دوراً حاسماً في تعزيز النمو الاقتصادي في سورية. ويسهم بشكل كبير في زيادة الإيرادات الوافدة جراء الاستثمارات الأجنبية التي تجذبها من الدول الصديقة. بالإضافة إلى ذلك، يساهم التعافي الاقتصادي والدبلوماسي الذي بدأت تعيشه دمشق في الآونة الأخيرة إلى زيادة الأنشطة الاقتصادية والتجارية والصناعية في البلاد، مما يعزز النمو الاقتصادي أكثر فأكثر، وبالتالي مسألة عودة المطار إلى سابق عهده وربما إلى الأفضل هي مسألة وقت لا أكثر.

علي عمراني

لمزيد من أخبار الاقتصاد على باب الجابية

تابعونا على الشبكات الاجتماعية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *