من الإيقاعات والنغمات الحيوية التي تملأ أجواء المهرجانات الموسيقية، وصولاً إلى الألحان الهادئة التي تعزز تركيزك أثناء لحظات التفكير. للموسيقى تأثير لا يمكن إنكاره على مشاعرنا ورفاهيتنا.
هل سمعت يوماً أغنية كنت تسمعها في الماضي وتأثرت فورًا بها، شاعراً بالحنين؟
الذاكرة الموسيقية ظاهرة قوية تبين لنا العلاقة المتشابكة بين الألحان والتجارب الشخصية. فبعض الأغاني أو الأصوات، يمكن أن تثير المشاعر والذكريات المرتبطة بلحظات معينة، أو أشخاص، أو أماكن. يمكن لهذا أن ينقلنا إلى لحظات من الماضي، مؤثرًا على مزاجنا بشكل كبير.
تأثير الموسيقى على المشاعر والمزاج
التأثير الفوري للموسيقى على المشاعر عميق وسريع ، إذ تثير الألحان المرحة مع الإيقاعات القوية مشاعر فرح. بينما تحفز الأنغام الموسيقية البطيئة الهدوء وتعزز التأمل. وهذا الصدى العاطفي لا يتشكل بمحض الصدفة بل نتيجة التفاعل المعقد بين الموسيقى والدماغ.
أظهرت الدراسات أن الاستماع لهذه الأنغام يحفّز إفراز الدوبامين، وهو ناقل عصبي يلعب دوراً في توليد الشعور بالسعادة والإنجاز. وفسرت هذه الاستجابة السبب وراء توليد بعض الأغاني شعور البهجة داخلنا.
يقوم الكثير من الناس بإنشاء قوائم أغاني تناسب حالاتهم العاطفية المختلفة، وينتقون المقطوعات المرتبطة بمشاعر معينة، والتي تساعدهم على تعديل مزاجهم.
الحالات المزاجية المختلفة مرتبطة بالميلودي المختلفة
الموسيقى الكلاسيكية
تعد مهدئاً طبيعياً ويلاحظ ذلك من خلال مقدار هذا النوع الموسيقي الذي يظهر في قوائم التشغيل الخاصة بالدراسة والعمل والتركيز. إذ نجد أن مؤلفات بيتهوفن وباخ وشوبان لها تأثير محفز وإيجابي في الوقت نفسه.
موسيقى الروك
على الرغم من أن المعروف عنها أنها تزيد التوتر، فإنها في الواقع تزيد من الرفاهية والإنتاجية، كما أنها تساعد على إدراة الغضب والتعبير عنه.الموسيقى الراقصة
تجعل الأنغام الراقصة الناس سعداء بشكل واضح، وتعمل على رفع الحالة المعنوية للأشخاص خاصة إذا استطاع الشخص التفاعل الجسدي مع الموسيقى، تتحول هنا الموسيقى إلى شكل من أشكال الشعور بالتحرر وتجربة مشاعر جديدة والطيران إلى عالم آخر.
الموسيقى الحزينة
قد يظن البعض أنها قد تجعل الحزن أشد وطأة، لكن الحال ليس هكذا دائما. على الرغم من أن هذه الفكرة شائعة، فإنها تعد طريقة للتعبير عن الحزن والتخلص منه. هذا هو السبب الذي يجذبنا لها عندما ننغمس في حالات الكآبة والحزن.
قوة الموسيقى عابرة للثقافات
غالبا ما تكون الموسيقى شخصية للغاية، كطريقة للتواصل مع النفس أو الأصدقاء أو العائلة أو حتى التعبير عن الذات.
أجريت الدراسات على أنماط مختلفة من البشر من ثقافات متعددة، لتظهر أنه وبالرغم من ذاتية التلقي للموسيقى، فإنه يمكن للمستمعين تفسير الأنغام غير المألوفة من الثقافات الأخرى بطرق مماثلة إلى حد كبير.
على سبيل المثال، يمكن للمستمعين من أي ثقافة معرفة ما إذا كانت الأغنية سعيدة أم حزينة عندما تكون من ثقافة غير مألوفة.
تتجاوز الموسيقى الحدود اللغوية والثقافية، إذ أنها تتحدث إلى الروح مباشرةً، ولهذه اللغة العالمية القدرة على إثارة المشاعر، وإحياء الذكريات، وحتى التأثير على السلوك. يدرس علم النفس الخاص فيها الطرق التي تعالج النغمات فيها عقولنا وتستجيب لمكونات موسيقية مختلفة، مثل: الإيقاع، واللحن، والتناغم، والكلمات.
لماذا تشعرنا الموسيقى بالسعادة؟
يقوم المخ بمعالجة جانب كبير من تجاربنا الموسيقية في نفس مراكزه التي تعالج المذاق والعلاقات الحميمية والمخدرات التي تحفز إفراز هرمون الدوبامين للدماغ، وفقاً لموقع سايكولوجي توداي.
كيف تحسن الموسيقى المزاج وتقلل من التوتر؟
يقلل الاستماع إليها من التوتر المزمن من خلال خفض مستويات هرمون الإجهاد، الكورتيزول، فتشعرنا بمزيد من الأمل والقوة والتحكم. يمكن أن يساهم الاستماع إلى الموسيقى أيضاً في زيادة إفراز الإدورفين وبالتالي مساعدتنا في التغلب على الألم. ومن خلال التحكم بهذه الهرمونات في أجسادنا، قد نتمكن من التحكم في مزاجنا اليومي قليلًا.
تعزز الأنغام كيمياويات الدماغ، إذ يزيد الاستماع إليها من إفراز الناقل العصبي الدوبامين، وهو جزء لا يتجزأ من نظام المتعة والمكافأة في أجسادنا. فعندما تظهر إحدى الأغاني المفضلة لديك بشكل غير متوقع، تزداد نسبة الدوبامين في جسدك، أما تشغيل الموسيقى مع الآخرين أو الاستمتاع فيها في العروض المباشرة يؤدي إلى تحفيز هرمون الأوكسيتوسين في الدماغ. يُطلق على الأوكسيتوسين اسم «جزيء الثقة» لأنه يساعدنا على الارتباط بالآخرين وتطوير مشاعر الثقة تجاههم.
لتصلك آخر الأخبار تابعنا على قناتنا على تلغرام: سيريا غيت
لمتابعتنا على فيسبوك يرجى الضغط على الرابط التالي: سيريا غيت