ريادة الأعمال هي الاستعداد والرغبة لإنشاء مشروعك الجديد، حيث تلعب الريادة دوراً مهماً في دفع عجلة الاقتصاد وتوسيع السوق العالمية.

تحتاج ريادة الأعمال إلى الكثير من المهارات وخوض مخاطر أكثر حتى ينهض المشروع على قدميه محققًا الأرباح بذاته ومحدثاً التأثير المرجو منه.

ترتبط ريادة الأعمال في الغالب بالمخاطرة وصناعة القيمة للعملاء، وهذا يعني أنه بدون هذين المحددين معاً، لا يمكن أن يكون لدينا “ريادة أعمال” بمفهومها الحقيقي.

أهمية ريادة الأعمال

لها أهمية كبيرة في أكثر من جانب سواء على المستوى الفردي أو الجماعي أو الوطني أو الاقتصادي، ويمكن تلخيص أهمية ريادة الأعمال بالنقاط الآتية:

توفير وظائف جديدة

تساعد على توفير فرص عمل جديدة وذلك من خلال تطوير الأفكار التي يملكونها وتطبيقها عملياً وهذا سهم في خلق الفرص وتحسين مستويات المعيشة للأفراد من خلال إقامة أسواق ومشاريع رياديّة.

تجشيع النمو الاقتصادي

نتيجة ما تخلقه المنتجات والخدمات الجديدة التي ينشئها روّاد الأعمال من فرص عمل ومشاريع رياديّة جديدة، سيؤدّي ذلك إلى تعزيز التنمية الاقتصادية وتوليد ثروة جديدة في الاقتصاد فتتحفز الشركات أو القطاعات ذات الصلة التي تحتاج إلى دعم مشاريعها الجديدة.

خلق تغيير اجتماعي

نظرًا لما يتميز به روّاد الأعمال من ابتكار وإنشاء منتجات إبداعية جديدة وحديثة لم تستخدم من قبل أو غير موجودة بشكل كبير، فإنّ هذا يؤدي إلى تغيير جودة المنتجات المستخدمة من قبل الناس وتحسين نوعية الحياة الاجتماعية.

أنواع ريادة الأعمال

قبل أن يشرع رائد الأعمال في أي مشروع تجاري ويُعِدّ دراسة الجدوى الخاصة به، ينبغي له معرفة أنواع المشاريع الريادية المختلفة حتى يتسنى له اختيار النوع المناسب وفقًا إلى رؤيته وشغفه وتطلعاته الشخصية كما يلي:

ريادة الأعمال الصغيرة

أهم أنواع ريادة الأعمال وأكثرها انتشارًا حول العالم، وذلك لأنها تعدّ النواة الأولى لأي مشروع ريادي مستقبلي.

تعدّ ريادة الأعمال الصغيرة من أنواع المشاريع الريادية التي لا تهدف إلى التوسّع أفقيًا أو رأسيًا مستقبلًا، وعادةً ما يكون أصحابها إما شخص واحد أو مجموعة من الأشخاص الذين تجمعهم عادةً صداقات أو صلة قرابة.

يميل غالبًا أصحاب مشاريع ريادة الأعمال الصغيرة إلى توظيف الأشخاص المحليين أو أحد أفراد العائلة لتوفير النفقات ولصغر حجم المشروع، مثل: صالون حلاقة، مطعم صغير، بقالة، عطارة، عربة أطعمة ومشروبات، متاجر.

ريادة الأعمال الكبيرة

هنا تبدأ الشركات الكبيرة بإطلاق شركات فرعية تابعة للعلامة التجارية وتستهدف عملاء محتملين جدد أو حاليين،ويكون ذلك إمّا من خلال عمليات الاستحواذ على الشركات الأخرى والمنافسين.

على سبيل المثال،عمليات استحواذ شركة فيسبوك على تطبيق واتس آب وإنستجرام لتوسيع قاعدة العملاء الحاليين والوصول لأسواق جديدة، أو عن طريق بناء شركات فرعية للشركة الأم من الصفر لتقديم خدمات أو منتجات جديدة اعتمادًا على موظفيها الأكفاء واستثمار بعض الأموال.

ريادة الأعمال القابلة للتطوير

أصعب أنواع ريادة الأعمال مقارنةً بالأنواع الأخرى، تعتمد على إيمان ورؤية رائد الأعمال تجاه فكرة معينة يرى أنها قادرة على التأثير بشكل إيجابي وتغيير العالم.

ومع ذلك يعدّ نقص رأس المال المغامر أحد أشهر سلبيات ريادة الأعمال القابلة للتطوير، لأنها تتطلب مستثمرين مؤمنين بالفكرة وقادرين على استثمار جزء من أموالهم فيها على أمل تحقيق عوائد ضخمة على استثماراتهم في المستقبل.

على سبيل المثال: شركة أوبر، تمكنّت من إحداث ثورة في صناعة سيارة الأجرة عندما ظهرت على الساحة للوهلة الأولى، وبعد أن حصلت الشركة على استثمارات ضخمة، تمكنّت من الاستحواذ على حصة سوقية كبيرة جدًا خلال فترة زمنية قصيرة.

ظهرت بعدها عدّة شركات منافسة أخرى مثل: شركة ليفت، شركة سويفل وغيرها من شركات النقل الجماعي الأخرى.

الريادة الاجتماعية

أكثر أنواع المشاريع الريادية تأثيراً على الأفراد، تركّز على حل المشاكل المجتمعية الشائعة مثل: توفير الغذاء، تطوير التعليم، محاربة الفقر، الحفاظ على البيئة وغيرها من المشاكل الأخرى.

تقوم الشركات في هذا النوع من ريادة الأعمال بتطوير خدمات ومنتجات تهدف لحل هذه المشاكل، ويطلق على هذا النوع من الشركات أو المؤسسات “المنظمات غير الربحية”.

على سبيل المثال: شركة سيفينث جينريشن، تأسست الشركة في عام 1988، لبيع منتجات التنظيف والعناية الشخصية الصديقة للبيئة استجابةً للمخاوف المجتمعية المتزايدة بشأن البيئة، إذ كانت أغلب الشركات المشابهة تبيع منتجات تتضمن مواد كيميائية ضارة وغير صديقة للبيئة.

ريادة الأعمال الابتكارية

تركز على الاختراعات والأفكار الجديدة والمبتكرة لتحويلها فيما بعد إلى مشاريع تجارية ناجحة على أرض الواقع.

تهدف الشركات التي تعتمد على هذا الأسلوب في نموذج عملها إلى تحسين حياة الأشخاص وحل مشاكلهم من خلال تطوير منتجات وخدمات جديدة تساهم في تحقيق هذا الهدف.

مثال على ذلك، تعدّ شركة تسلا للسيارات الكهربائية والتي تأسست في عام 2003، واحدة من أشهر أنواع المشاريع الريادية الابتكارية حول العالم

سعت الشركة إلى ابتكار نوع جديد من السيارات يعمل بالكهرباء بدلًا من الوقود لتقليل انبعاث غاز ثاني أكسيد الكربون الضار على البيئة الناتج من عوادم السيارات التي تعمل بالوقود، وهو الغاز المتسبب الرئيسي في ظاهرة تغير المناخ.

ريادة الأعمال الداخلية

أهم أنواع ريادة الأعمال التي تهتم بها الشركات العالمية المبدعة، وتشير إلى الموظف المبدع داخل الشركات الذي يفكر خارج الصندوق ويمتلك القدرة على خلق أفكار جديدة ومبتكرة لصالح الشركة التي يعمل فيها.

بالتالي يساعد رائد الأعمال الداخلي شركته في الحصول على ميزة تنافسية تجعلها تتفوق على منافسيها في السوق المستهدف.

أهداف ريادة الأعمال

يوجد هناك مجموعة من أهداف ريادة الأعمال المشتركة لكل رائد أعمال، ومع ذلك قد تختلف الأهداف باختلاف أنواع ريادة الأعمال كما يلي:

 الأهداف المالية

• تغطية تكاليف المشروع.
• تحقيق الربح وزيادة العملاء المحتملين.
• تعظيم الأرباح وتحقيق عائد أكبر على الاستثمار.

الأهداف  غير المالية

• رضا العميل.
• التوسّع الأفقي.
• التوسّع الرأسي.
• المسؤولية الاجتماعية والأخلاقية.
• رضا الموظفين.
• التفويض الفعّال.

ريم م. إبراهيم