مرَّ معي قبل فترة خبراً عن الاحتفال برأس السنة السورية ’ أكيتو بريخو ’، للحقيقة كانت المرة الأولى التي أسمع فيها عن هذه المناسبة، فدفعني الفضول لأبحث عنها أكثر.
فهل لسورية رأس سنة مخصص؟ وكيف يتم الاحتفال به؟
يعتبر يوم رأس السنة السورية الواقع في الأول من شهر نيسان، بداية رأس السنة عند الحضارات السورية القديمة،
أخذ هذا اليوم اسم رأس السنة السورية ولم يُسمى على اسم حضارة بعينها، لأن حضارات عدة سورية احتفلت به
ولا يزال البعض يحتفل به إلى الآن وليست حضارة واحدة بعينها.
قرأت في أحد المصادر التي تتحدث عن أصل هذا العيد أن البداية كانت من منطقة في جنوب العراق تدعى ’ أور’
بمنتصف الألف الثالث قبل الميلاد، حيث كان الناس يربطون بداية السنة ببداية فصل الربيع، وتبدأ الاحتفالات بمجموعة
من الطقوس الدينية مثل الصلوات وتقديم الذبائح في 21 آذار وأيام للحزن وأخرى لطلب الغفران ويوم الأمل والرجاء وأخيراً
الترحيب بشهر نيسان أو ’نيسانو’ بالآرامية والكنعانية، بالوقت الذي يزهر الربيع في سهول سورية، وتختلف الطقوس بين
حضارة وأخرى وقناعة وأخرى.
يقول الكاتب يوسف شرقاوي في مقال له: “إن السومريين احتفلوا بهذا العيد في 21 آذار، بينما الأكاديون والبابليون احتفلوا
به في بداية شهر نيسان”، كما يتطرق شرقاوي إلى فكرة الجدل حول هذا العيد وعدم الإجماع عليه على المستوى الشعبي
أو حتى على المستوى الأكاديمي.
تابعنا على فيسبوك
’ أكيتو بريخو’ أو ’ رأس السنة السورية’
يأخذ العيد اسم رأس السنة السورية أو ’ أكيتو بريخو’ وتتداول هذه الكلمات للتهنئة بالعيد، وتعود أصولها التي اختلفوا في معناها
إلى اللغة السومرية القديمة، فمنهم من يقول: إنها عيد الخصب أو بذر القمح، وبحسب الباحث العراقي خزعل الماجدي الـ ’آ’
تعني المطر، و’كي’ الأرض و’إت’ بمعنى الفعل يقرب، لتجتمع كلها فتصبح يقرب الماء للأرض.
تختلف تسمياته حسب الحضارات، فيسمى ’ ريش شاتين’ بالأكادية وتعني رأس السنة، و’خابنيسان’ بالآشورية، أي الأول من نيسان،
كما يعتبر ’أكيتو’ أقدم عيد مسجل في سورية الطبيعية.
تابعنا على تليغرام
هل لـ ’أكيتو بريخو’ صلة بعيد الكذب؟
عادة يكذب الآخرون على الآخرين في الأول من نيسان بإشارة منهم إلى عيد الكذب، وإذا حاولنا الربط بين عيد رأس السنة السورية
وعيد الكذب سنجد أن الكذب كان متواجد ضمن طقوس عيد رأس السنة السورية المختلفة التي أشرنا إليها سابقاً،
وتتعلق هذه الكذبة بالملك أو الحاكم، حيث ينزل الحاكم إلى عامة الشعب ويترك عرشه لأحد المحكومين بسنين سجن طويلة،
ويُسمى هذا الطقس بـ ’ الكذبة الكونية’،