لا يمكن أن يمر يوم دون أن تشتري منتجات أو سلع أياً كان نوعها، لكن هل تسأل نفسك ما الذي دفعك لشراء هذه السلعة أو لِمَ انجذبت إليها أكثر من الأخرى؟ هل اخترتها بعقلانية أم بعاطفة؟ هل تفضل المظهر الخارجي للسلعة على جودتها؟ كل هذه الأسئلة وغيرها الكثير تحدد سلوكك الاقتصادي والدوافع وراء قرار شراءك للمنتج.
يتولى “الاقتصاد السلوكي” مهمة تفسير سلوكنا البشري في ظروف وسياقات مختلفة عند شراء أي منتج أو سلعة
ويساعد العملاء على تحسين نتائجهم من خلال تغيير المواقف والسلوكيات.
كذلك يحاول فهم العوامل التي تؤثر بنا وتدفعنا إلى اتخاذ قرار الشراء، ليس دوافعنا فقط ما تدرسه
بل دوافع المؤسسات والشركات أيضاً.
كيف نشأ الاقتصاد السلوكي؟
ظهر الاقتصاد السلوكي على خلفية النهج الاقتصادي التقليدي المعروف باسم نموذج “الاختيار العقلاني”
والذي يفترض أن الشخص العقلاني يقيس التكاليف والفوائد بشكل صحيح ويقوم بحساب أفضل الخيارات لنفسه.
ومن المتوقع أن يعرف الشخص العقلاني تفضيلاته الحالية والمستقبلية، ولا يتخبط أبداً بين رغبتين متناقضتين
كما يتمتع بضبط النفس التام، ويمكنه كبح جماح الدوافع التي قد تمنعه من تحقيق أهدافه طويلة المدى.
ما العوامل التي تؤثر على اتخاذ قراراتنا الشرائية؟
العديد من العوامل تؤثر على اتخاذ القرارات الاقتصادية، تشمل هذه العوامل:
- العوامل النفسية مثل التوقعات والعواطف والمعرفة الاقتصادية.
- العوامل الاجتماعية مثل الضغوط الاجتماعية والثقافية والمجتمعية.
- بالإضافة إلى العوامل الاقتصادية مثل الدخل والأسعار والفوائد المحتملة.
مصطلحات الاقتصاد السلوكي
يتضمن الاقتصاد السلوكي العديد من المصطلحات المهمة التي تساعد على فهم سلوك الأفراد والمجتمعات وتحليلها وتوقعها، ومن بين هذه المصطلحات:
الثقة العمياء
تشير إلى الظاهرة التي يكون فيها الأفراد عادةً متفائلين جداً بشأن إجاباتهم على الأسئلة.
وهذا يعني أن الأفراد يميلون إلى تقدير إمكانياتهم بشكلٍ مبالغٍ فيه، مما يؤدي إلى اتخاذ قرارات خاطئة.
لعبة الإنذار الأخيرة
لعبة تستخدم لدراسة سلوك الأفراد في المواقف التي تتطلب التفاوض
حيث يتم تحليل سلوك الأفراد في هذه اللعبة لفهم سلوكهم في مثل هذه المواقف.
تعتبر واحدة من أكثر التجارب أو الألعاب التي نوقشت من قبل الباحثين في الاقتصاد التجريبي
وحظيت باهتمام كبير نظراً لبعديها الاقتصادي والنفسي، ولنتائجها التي تبرز إلى أي حد كيف يمكن أن يكون السلوك البشري محيراً.
ازدواجية المعايير
يشير هذا المصطلح إلى نظرية تقول أن العقل البشري يتكون من نظامين مختلفين للتفكير.
يستخدم النظام الأول في القرارات السريعة والتلقائية، في حين يُستخدم الثاني في القرارات الأكثر أهمية التي تتطلب تفكيراً وتحليلاً.
العقلانية المحدودة
تشير العقلانية المقيدة إلى حقيقة أن الأشخاص لديهم قدرة معرفية ومعلومات ووقت محدود
ولا يتخذون دائماً الخيار “الصحيح” من وجهة نظر اقتصادية حتى لو كانت المعلومات متاحة
ومن شأنها أن توجههم نحو مسار عمل معين.
أهداف الاقتصاد السلوكي
• يحاول الاقتصاد السلوكي فهم كيفية ارتكاب الناس للأخطاء ومتى يرتكبونها
حيث تتكرر الأخطاء أو التحيزات المنهجية بشكل متوقع في ظروف معينة
لذا يمكن استخدام الدروس المستفادة من علم الاقتصاد السلوكي لخلق بيئات تدفع الناس نحو قرارات أكثر حكمة وحياة أكثر صحة.
• الرسالة الأساسية للاقتصاد السلوكي هي أن البشر لديهم صلابة شديدة لارتكاب أخطاء في الحكم
وأنهم بحاجة إلى دفعة لاتخاذ القرارات التي تكون في مصلحتهم، ويمكن أن يساعد فهم أين يخطئ الناس في أن يسيروا بالشكل الصحيح
وهذا النهج يكمل ويعزز نموذج الاختيار العقلاني.
أبرز كتب “الاقتصاد السلوكي “
- كتاب سوء التصرف: صنع الاقتصاد السلوكي.
- كتاب التنبيه: تحسين القرارات حول الصحة والثروة والسعادة.
- كتاب التبديل: كيفية تغيير الأشياء عندما يكون التغيير صعباً.
- كتاب معدي: لماذ تدرَك الأشياء.
- كل شيء واضح: بمجرد أن تعرف الإجابة.
- كتاب الاقتصاد العجيب.
- كتاب غير عقلاني بشكل متوقع: القوى الخفية التي تشكل قراراتنا.
أهم ما يميز الاقتصاد السلوكي أنه يجمع ما بين عناصر الاقتصاد وعلم النفس معاً، وبين النظرية والتطبيق
لأنه يعتمد على جمع مؤشرات فعلية وواقعية، وذلك في محاولة لفهم
كيف ولماذا يتصرف الناس بالطريقة التي يتصرفون بها في العالم الحقيقي.