سنوات الخيبة الطويلة التي سيطرت على المنتخب السوري للرجال وعلى مايحط به من كوادر فنية وإدارية عبر تعاقب تلك الادرات، لم يكن يوماً ما وليد اللحظة وإنما لسبب جوهري ينقص هذا المنتخب.
وقبل ان اتطرق لهذا السبب أود أن اراجع واياكم جميع المشارات الدولية للمنتخب السوري للرجال منذ تأسيسه إلى يومنا هذا:
أولاً: فترة التأسيس:
تأسّس الاتحاد السوري لكرة القدم في العام 1936، وانضم إلى الفيفا في العام 1937 وكان المنتخب السوري من أوائل المنتخبات في غرب آسيا التي شاركت في تصفيات كأس العالم. وبين عامي 1958 و1961 شكلت سوريا ومصر منتخب مشترك سمي الجمهورية العربية المتحدة لكرة القدم، وفي التصفيات المؤهلة لكأس العالم 1966 نسب الفيفا نتائج المنتخب العربي لمنتخب مصر.
ثانياً: المحطات الدولية:
1- بطل ألعاب البحر الأبيض المتوسط عام 1987 بعد فوزه بالمبارة النهائية على المنتخب الفرنسي 2- 1.
3- بطل اتحاد غرب آسيا عام 2012 بعد فوزه بالمبارة النهائية على المنتخب العراقي 1- 0.
2-أفضل عرض قدمه المنتخب السوري في تصفيات مونديال 1986 عندما وصلوا للتصفيات النهائية لكنهم خرجوا على يد المنتخب العراقي.
3-في كآس اسيا شارك المنتخب السوري في البطولة 6 مرات وكان في كل مرة لا يتعدى دور المجموعات .
والآن وبعد ان مررنا على محطات انجاز المنتخب السوري المتواضعة، وجب التحدث عن السبب الرئيسي للمراوحة في المكان والتخلص من انتظار الطفرات النوعية لنرى نسخاً جميلة ومتابعة لهذا المنتخب، وأول هذه الاسباب الاتكالية وعدم وجود جهة تنظيمية رسمية لهذا المنتخب، فمثلاً ” الجمهورة العربية المصرية اسست وزارة مسئولة عن تخطيط وتنظيم كل ما يتعلق بالشباب والرياضة عام 1980، وسعت لتطور الارضية والملاعب واصبح الشغل الشاغل لهذه الوزارة تطوير اللعبة وهكذا ليصبح منتخب مصر عبر تعاقب السنوات من أفضل المنتخبات قارياً وأهمها عالمياً”، هذا ولم تصل العقلية الرياضية المصرية لمرحلة متطورة كما يجب إلا أن هذه الخطوة اسست لرياضة مستقرة في البلاد.
وهذا بالضبط ماينقص منتخب سوريا هو وزارة رسمية مسؤولة عن تطور الملاعب والبنية التحتية، والسعي للاحتراف والخصخصة وبالبدء بتأسيس عقلية احترافية من دوريات الفئات العمرية صعوداً إلى رجال المنتخب، وتمويل هذه الوزارة بشكل كافٍ لتسهيل القيام بعملها.
الجدير بالذكر ان عمل الاتحاد الرياضي العام في سوريا كان مثالياً وبذل جهوداً جبارة للنهوض برياضة كرة القدم وخاصة المنتخب السوري، ولكن يبقى العمل المؤسساتي كالوزارات يحمل التشعبات والتفاصيل المطلوبة للنهوض بتلك الرياضة.
الصورة من ارشيف المنتخب الصوري عام 1980
لمزيد من الاخبار والمقالات الرياضية لاتنسو باب الفراديس
علي عمراني