وسائل التواصل الاجتماعي

كيف تؤثر التكنولوجيا على العلاقات الاجتماعية ؟

وُجد الإنسان على الأرض وهو مُحرك بمحرِّكات معينة

من أهم هذه  المحركات : محرك القِيَم
هو الذي يحدد شكل علاقات الإنسان مع غيره من البشر

 

فالطفل يكتسب قيمه من الأسرة، ثم المدرسة، ثم المجتمع المحيط به ،
لكن هذه المؤسسات بدأت بالتراجع بشكل كبير , و حلت أجهزة التكنولوجيا محلها لتصبح الجهة المؤثرة في تربية الأبناء بدلاً من المؤسسات الاجتماعية الأولى
كما أنها شكلت وسيلة للهروب من التعامل المباشر , وإقامة العلاقات الاجتماعية بالنسبة للمراهقين أولاً و البالغين ثانياً

مما أدى إلى ضعف كبير في العلاقات الاجتماعية لندرة الزيارات و التحاور بين الأفراد وتبادل المشاعر و الخبرات

و حلت محلها الرسائل الالكترونية على وسائل التواصل الاجتماعي

فـ كما قال الفيسلسوف أرسطو “الإنسان اجتماعي بطبعه”

و إذا ضعفت علاقة الإنسان مع أفراد عائلته ذهب ليبحث عن البدائل , في التلفزيون والأجهزة الالكترونية

كيف تنعكس هذه المشكلة على أطفال الجيل الناشئ ؟

الطفل كائن صغير يتبلور في ذهنه كل ما يحدث أمامه

فعندما يرى أمه و أبيه و من حوله منشغلين في وسائل الواتصل و التكنولوجيا

تلقائيا سيصبح الهاتف الذكي والالعاب الالكترونية جزءاً من حياته

لتكن فيديوهات اليوتيوب و عالم الانترنت متاحاً بين يديه بما يحمله من مشاهد صريحة و مقاطع عنف مستبدلاً بها كل ما هو مفيد لتنمية المواهب و الذكاء

وتبدأ الاضطرابات النفسية بالظهور ؛

مثل: الاكتئاب، وحب العزلة، والانطوائية، وتَقِل قابليته على قبول قيم المجتمع، وثوابت الدين، ويحل محلها قيم روَّاد ومُستخدمي أجهزة التكنولوجيا
ليتلقى أفكاره و قيمه من قنوات اليوتيوب و برامج التلفاز

إضافة إلى السلوكيات العنيفة و الخطيرة التي تشغل بال الاهل

لتبدأ رحلة اللوم و اللجوء إلى أساليب بعيدة عن العلم والتربية الصحيحة

كـ العنف الجسدي أو اللفظي أو تقليل من قيمة الطفل و خلق أفكار تقلل من احترام الطفل لذاته

و هنا تبدأ قلة الثقة بالنفس و اللجوء إلى الأجهزة الالكترونية بشكل أكبر , فهي تشكل الملاذ الآمن لهم من الواقع المليئ بالاضطرابات كما سيعتقد هذا الطفل
والفجوة بين الأهل و الطفل في اتساع أكبر
ذلك لأن العالم الإلكتروني قدم لهم مجالاً واسعًا لتفريغ مخاوفهم وقلقهم

وإقامة علاقات غامضة مع الآخرين تخلق لهم نوعًا من الأُلْفة المزيفة

فـ ما هي الحلول لوضع حد من تفاقم أثر التكنولوجيا على أفراد الأسرة ؟

اعتماد جلسات يومية مستمرة تشمل جميع أفراد الأسرة مليئة بالنقاشات والحوارات العائلية خالية من أي وسيلة تكنولوجية “كالهاتف والتلفاز” أمر ضروري جدا

و ليكن لكل فرد حصته للتحدث عن المشاكل التي يعاني منها بكل صراحة وشفافية ,ومحاولة البحث عن حلول للمشاكل التي تواجههم

ومن المهم جداً استماع الأهل لأبنائهم ومناقشتهم واحترام آرائهم وأفكارهم و مراعاة الفوارق العمرية بينهم
كما يمكن للأهل تحديد اوقات معينه لمشاهدة التلفاز أو استخدام أي وسيلة تكلنوجية أخرى
ومن الضروري مراقبة المحتوى الذي يشاهده الطفل باعتبارها لا تمثل فضاء صحياً وسليماً لهم

كما يمكن القيام بنشاطات جماعية لأفراد الأسرة بعيدة عن أجواء التكنولوجيا وممارستها معا
فـ هذا يحقق ترابط وتواصل جيد بين أفراد الاسرة

أظهرت بعض الدراسات أنّ الأطفال الذين توقّفوا عن استخدام الأجهزة الذكية تمكنوا من تحديد مشاعرهم تجاه صور عُرضت عليهم بشكل أفضل عن غيرهم من الأطفال
وبناءً على هذه الدراسة: فإنّ الاستخدام المبالغ فيه والغير عقلاني للأجهزة التكنولوجية الحديثة يؤثر سلباً على قدرة الأطفال ببناء علاقات اجتماعية مع المجتمع وعائلتهم

وبالتالي فإنهم يميلون أكثر للعزلة والوحدة بعيداً عن الآخرين
بالإضافة إلى اضطرابات النوم لدى الأطفال
فاستخدام الأجهزة التكنولوجية وخصوصا في فترة ما قبل النوم يعطّل الإنتاج الطبيعي لهرمون المسمىّ الميلاتونين، الذي يحتاجه الأطفال للنوم، مما يؤدي غالباً لمشاكل وصعوبة في النوم لديهم
لذا يفضّل الابتعاد عن الأجهزة التكنولوجية في هذه الفترة
فالطفل بحاجة فترة للاسترخاء بعيداً عن الأجهزة للحصول على نوم صحي وهادئ

بالإضافة إلى انخفاض النمو الحسي والحركي والصحي الذي تسببه هذه الأجهزة

تَوَصَّل فريقٌ بحثي أمريكي من جامعة “يونغ بريغهام”

إلى أنَّ قضاء وقت سعيد مع الأهل والأصدقاء، يقلل من خطر الموت المبكر بنسبة 50%

وأن العلاقات الاجتماعية القوية مفيدة لصحة الإنسان  كونها فهيأفضل من اللقاحات التي تمنع الإصابة بالمرض؛

ذلك لأن الإنسان خُلِق كي يعيش مع غيره، وأن عزلته عن الناس تُسبِّب له أمراضًا نفسية وصحية

وتوصل الفريق البحثي الأميركي

أن على الرغم من زيادة وسائل التواصل ، إلا أن أفراد المجتمع لا تعيش  التواصل الاجتماعي
لذلك يتوجب على الشباب الاهتمام بالعلاقات الاجتماعية والابتعاد تدريجيآ عن إدمان الأجهزة الالكترونية
فـ بالعلاقات الاجتماعية الجيدة بين أفراد الأسرة تتولد المحبة، والعاطفة، والمودَّة، وغيرها من الصفات الحميدة ،

التي تجعل الأسرة متماسكة ومترابطة

 

تابعونا على الشبكات الاجتماعية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

المحتوى المشترك