أدب الرحلات

كتبوا في رحلاتهم فصار ما كتبوه مصدراً عن البلدان التي زاروها

كان الرجل يلف بلدان عدة فيكتب طوال فترة سفره عما رآه سواء في الطريق أم في البلاد التي زارها، عن حضارات الشعوب ولباسها ومأكلها ومشربها والتعامل معها وآثارها فيصف المنطقة جغرافياً وتاريخياً وحضارياً،ومن هنا كان ’ أدب الرحلات’ وعاءً لأنواعٍ متعددة من المعلومات،

عن هذا الفن النثري في هذا المقال :

 

نشأة أدب الرحلات

منذ القرن الثالث الهجري بدأت مجموعة من الكتاب بتدوين رحلاتها فكانت حينها أول الرحلات المدونة

ومن الرحالة في ذلك العصر سلام الترجمان الذي يقال:

إن الخليفة الواثق أرسله في بعثة إلى بلاد الصين ليرى السد الذي بناه الإسكندر في ديار يأجوج ومأجوج.

وابن وهب القرشي الذي تدور حوله الروايات بأنه التقى بسلطان الصين وعرض عليه صوراً لأنبياء هدية له،

والرحالة التاجر سليمان من العراق الذي ذهب عبر المحيط الهندي والهادي إلى الصين، وثق التاجر سليمان العراقي رحلته إلى الصين عام 851 م

في كتاب يعد أقدم نتاج عربي في أدب الرحلات البحرية.

 

 

أنواع أدب الرحلات

 

لأدب الرحلة أنواع عديدة وهذا بحسب الهدف الذي يريده الرحالة من هذه الرحلة وبالتالي هذا ينعكس على المحتوى الذي يكتبه بالنسبة لرحلته،

فنجد الرحلات الأدبية والسياحية والفلسفية والاستكشافية ورحلات الوجود، والمعرفة والذات وغيرها.

 

الرحلات الأدبية مثلاً هي التي تضم القصائد والنصوص الأدبية التي تصف الرحلة وتجارب مرَّ بها الكاتب أثناءها بأسلوب الرحالة ذاته ويتبع لهذا النوع الرحالة الشهير ابن بطوطة،

أما الرحلات السياحية يكون الهدف الأساسي منها استكشاف المعالم السياحية والثقافية في البلد التي يقصدها الرحالة،

وبالنسبة للرحلات الفلسفية يهدف بها الكاتب لتطوير أفكاره والبحث عميقاً في مفاهيم الشعوب الأخرى وأفكارها،

كما يحاول الكاتب استكشاف البلاد التي يزورها ويكون بهذا يجرب نوعاً من المغامرة والتحدي وهذا النوع يسمى الرحلات الاستكشافية.

 

خصائص أدب الرحلات

 

أسلوب القص

إذا كنت تقرأ عن تجارب شخصٍ ما فإن أسلوبه هو ما سيجعلك تتابع أو تقلب الصفحة لهذا يعتبر أدب الرحلات من الفنون الجذابة نوعاً ما

وذلك لأنه يقصُّ عليك مجموعة من الأحداث التي حصلت مع الرحالة أثناء رحلته وهذه أبرز خصائص هذا النوع من الأدب.

 

 

المعلومات المتنوعة والمصادر الموثوقة

هذه القصة تحوي مجموعة كبيرة من المعلومات المتنوعة جغرافياً وتاريخياً وحضارياً ويكون التركيز على المعلومات التي تخدم هدف الرحالة

التي التقطها بالأصل لأنه أرادها من البداية، قد يتحدث الكاتب عن الحدود التي تحيط بهذه الدينة أو تلك وعن تاريخ هذا القوم ومصطلحاته ولغته وعاداته،

لذلك اعتبرت هذا النوع من الأدب من المصادر الموثوقة عن تاريخ الشعوب وعاداتها وصفاتها لأن الكاتب يروي ما رآه بعينه أثناء هذه الرحلة.

الواقعية والذاتية

لن ترى في أدب الرحلة ضرباً من الخيال وهذا لأن جميع ما يرويه الكاتب حدث معه شخصياً وبطريقةٍ واقعيةٍ محضة،

بالإضافة إلى شخصيته التي تكون بارزة فيما يكتبه وواضحة جداً.

 

أدب الرحلات في العصر الحديث

 

يذكر الكاتب والناقد والأستاذ الجامعي بكازبلانكا شعيب حليفي في حديثٍ له بأحد المقالات عن التطور الذي يحدث بأدب الرحلة

باعتباره شكل من أشكال التعبير المرتبطة بأشكال العيش بشكلٍ طبيعي فيوضح أنه بغض النظر عن التحولات التي طرأت على أدب الرحلات

فإن هناك شيء لم يتغير وهو أهم عنصر ’ المعلومة’.

 

كما كل أنواع الأدب يعكس أدب الرحلات الزمن الذي يعيش فيه الكاتب، فالأدب بالعموم هو مرأة للعصر الذي خرج منه.

 

 

 

-لتصلك آخر الأخبار تابعنا على قناتنا على تلغرام: سيريا غيت

-لمتابعتنا على فيسبوك يرجى الضغط على الرابط التالي: سيريا غيت

 

 

غنوه الخليل

تابعونا على الشبكات الاجتماعية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *