سارة زكريا وريم السواس تهمة الفن الهابط أم سوق له ناسه؟!

إن لم تسمعوا مسبقاً باسم سارة زكريا أو ريم السواس فإنكم بالتأكيد سمعتم “تيجي نتجوز بالسر..” في وسائل النقل العامة أو على مواقع التواصل الاجتماعي

 

تمتلك الأغاني الشعبية جاذبية عالية تستدرج الفرد للتمايل على أنغامها حتى وإن كانت ذائقته الموسيقية “كلاس” وفق التصنيف الثقافي .. لكن السؤال الذي يراودنا لماذا يميل الناس إلى هذا النوع من الأغاني؟

 

محتوى هذا الغناء الشعبي

 

تتناول أغاني الزكريا والسواس مواضيع تعد هابطة أو بذيئة، فواحدة تدعو حبيبها للزواج بالسر. وتقول له: “تجي نتجوز بالسر، أهلي وأهلك ما يدرون، تجي ناخذ بيت بعيد ونخلف بيبي صغيرون”.

والأخرى تقول إن الغلطة الأكبر التي ارتكبتها خلال حياتها، هي أنها أحبت “واحد واطي” وعلّت من شأنه.

 

لا شك أن التيك توك سهل من انتشار تلك المغنيات فتخطين حدود بلادهم وحصدن أرقام مرعبة بالملايين على منصات التواصل الاجتماعي.

وأصبحت بعض العبارات من أغانيهن متداولة بين الناس بشكل واسع مثل سارة زكريا التي اشتهرت بعبارة “يا بيبي” ولازمة “سكسكيوزني من الجميع” و”إسمع” باللهجة البدوية.

 

 

 

 

تهمة الفن الهابط قديمة

 

يقول أحد النقّاد الموسيقيين إنه ليس هناك معايير فعلية “للهبوط”، إلا “عند نقابات الموسيقى أو الأنظمة السياسية والدول التي تقرر ما هو الهابط، وما هو المسيء، وما هو خلاف ذلك”.

فمثلاً “قبل 20 سنة من الآن، كان ما تقدمه روبي يصنف على أنه فن هابط، وأصبح ما تقدمه الآن مجرد أغاني بوب شعبية، مثلها مثل نانسي عجرم وإليسا وغيرهم”.

 

 

إحياء اللون البدوي القديم

 

لا يحظى هذا اللون الغنائي انتشاراً على منصات التواصل وحسب. بل في وسائل النقل العام وباصات النقل الداخلي وبين سائقي الشاحنات أيضاً.

وتعود تسمية هذا النوع من الغناء بـ”النّواري”، الى قبائل وعشائر النَور أو الغجر التي تنتشر في منطقة بلاد الشام، وتُعرف بلونها الموسيقي الجميل الذي يُستخدم فيه البزق والطبلة.

ويشبّهه البعض باللون الموسيقي الذي قدمته الفنانة سميرة توفيق ونجاح سلام اللتان حوربتا في زمنهما أيضاً.

 

 

 

 

 

لماذا يحب الجمهور سارة زكريا وريم السواس ؟

 

وبالعودة إلى سؤال لماذا نحب سارة زكريا وريم السواس في الواقع لم تكن الإجابة عنه سهلة بالقدر المتوقع.

إذ تتدخل عوامل تاريخية، ثقافية وسيكو-اجتماعية معقدة لتفسيرها. ف “الفن الهابط” كما يوصف هذا اللون الموسيقي في إحدى تعريفاته المعروفة هو ذلك الفن المرتبط بالجنس أو الإيحاء به.

وعلى ذلك ينعت المجتمع الفن ب”الهابط” من منظور أخلاقي بحت فكل عمل فيه بُعد جنسي هو عمل فني “هابط”.

 

 

انتشار أغاني سارة زكريا وريم السواس

 

وترى الناقدة الموسيقة المصرية فيروز كرواية أن سبب انتشار اللون الغنائي الخاص بسارة زكريا وريم السواس مرتبط أولاً بالملاهي الليلية.

وثانياً، بمواقع التواصل الاجتماعي التي سهّلت انتشار مقاطع غنائية قد لا تتعدى الثلاثين ثانية، “وهو ما يُعرف بالـMeme Song”. وهي نكتة في جزء من أغنية تتحوّل لاحقاً إلى “ترند”.

 

وبالفعل، يرى الفرد، بتصفّح ‘إنستغرام ريلز’ مقاطع مجتزئة يظن للوهلة الأولى أنها أجزاء من أغانٍ للسواس مثلاً، ليتبيّن لاحقاً أن المقطع المغنى لا يتعدى الثواني القليلة بنسخته الكاملة

 

لا يمكن إنكار واقعية وجود هذا النوع الغنائي الشعبي فأصبح متجذراً بقوة لا بل أصبح ينافس الأنماط الموسيقة الأخرى.

لكن ذلك لا يعني أنه قيّم ويرتقي بالعقل الإنساني. فاليوم يتم اعتبار الكتب “الأكثر مبيعاً” والأفلام “الأكثر مشاهدةً” والأغاني “الأكثر استماعاً” ذات قيمة فنية من دون أي نقد للشكل أو المضمون الذي تقدمه.

 

لتصلك آخر الأخبار تابعنا على قناتنا على تلغرام: سيريا غيت
لمتابعتنا على فيسبوك يرجى الضغط على الرابط التالي: سيريا غيت

تابعونا على الشبكات الاجتماعية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

المحتوى المشترك