كيف بدأت الموشحات الأندلسية ومن أين جاء اسمها؟، كيف وصلت إلى بلاد الشام وماهو الفرق بينها وبين القدود الحلبية؟
من أين أتى اسم الموشح؟
تعود لفظة الموشح للوشاح باللغة العربية وهو الرداء المزركش والمزين، والمراد من هذا وصف التغيرات التي طرأت على القصيدة العربية
ونظامها الخاص الذي جعل لها جرساً موسيقياً وكأنها رُصعت بالقوافي، ويقال إنَّ كلمة موشحة من اللفظة السريانية ’موشحتا’
وهي بمعنى إيقاع أو ترتيلة من المزامير.
الموشحات الأندلسية والشرارة الأولى
كانت الشرارة الأولى لانطلاق الموشح الأندلسي هي الرغبة في كسر رتابة الشعر التقليدي وهذا ما جعلها لا تلتزم بشكل
كامل بأوزان البحور التقليدية العربية التي وضعها الخليل بن أحمد الفراهيدي، لذا قامت على اللحن وليس على الوزن فقط،
كما تأثرت الموشحات بأنواع غربية من الموسيقى وخاصة بالموسيقى الإسبانية الشعبية.
انتقلت الموشحات إلى بلاد المغرب العربي ومصر وبلاد الشام وهذا ما ساهم بالحفاظ عليها من الضياع والاندثار،
تُغنى الموشحات بشكلٍ جماعي وفردي، ومن أشهر شعرائِها أحمد بن عبد ربه وهو مؤلف كتاب ’العقد الفريد’.
وابن زيدون وابن عمار وابن هانئ الأندلسي، وتنوعت أغراض الموشحات الأندلسية فمنها ما كان يكتب من أجل الغزل
وآخر للوصف أو الرثاء.
الموشحات والقدود الحلبية
في السؤال عن نقاط الاختلاف بين القدود والموشحات نرجع إلى كلام المغني الحلبي خالد الحافظ الذي
يوضح الفرق بين الموشح والقد الحلبي وهو أن الموشح باللغة العربية الفصحى أو الشعر الأندلسي
القديم المعروف وله نمط معين بالتلحين، والقد بالكلام العامي ولحنه وجمله يتميزان بالقصر.
يعد الموشح الحلبي أقل تطريباً من الموشحات المصرية مثلاً والتونسية كذلك كالحلبية،
وبعض القصائد الحلبية كانت تعالج معالجة الموشحات مثل قصيدة أبي نُواس ’ حامل الهوى تعب’ التي غناها صباح فخري.
ومن أجزاء الموشح: المطلع، والدور، والسمط، والقفل، والبيت، والغصن، والخرجة.
عمر البطش والموشحات الحلبية
وعند حديثنا عن الموشحات الحلبية لابدَّ أن نأتي على ذكر الملحن السوري عمر البطش وهو من مواليد
حي الكلاسة في حلب، درس علوم الموشحات والأوزان والأنغام على يد خاله الحاج بكري القصير في الموالد.
حفظ أكثر من ألف موشح من الموشحات القديمة بكلماتها وألحانها وكان يعرف جميع المقامات الموسيقية
والأوزان وإيقاعات الموشحات.
وفي زيارة الموسيقار محمد عبد الوهاب إلى حلب طلب أن يسمع موشحاً من نغمة ’السيكا’ الأصلية
و جهزه له البطش في اليوم التالي مباشرةً، بلغ رصيده في هذا الفن قرابة 134 موشحاً في حياته وسجل أغلبها
بإذاعة حلب بأصوات صباح فخري ومحمد خيري ومصطفى ماهر.
كما أبدع عمر البطش في رقص السماح عندما طوره وأخرجه من الإطار الديني البحت عندما جعله فناً قائماً بحد ذاته.
غنوه الخليل
-لتصلك آخر الأخبار تابعنا على قناتنا على تلغرام: سيريا غيت
-لمتابعتنا على فيسبوك يرجى الضغط على الرابط التالي: سيريا غيت
