رأى النقاد بممارسات العرب القديمة نوعاً من المسرح القديم، فهل استطاع الإنسان العربي منذ الجاهلية أن يضع أسساً للمسرح وفنونه؟
في هذا المقال أبرز الظواهر التي عدّها النقاد قديماً جذوراً للمسرح العربي.
المسرح القديم بدأ بالظهور أولاً عند اليونانيين وارتبط لديهم بالجانب الديني والآلهة التي اعتقدوا بوجودها.
ولنا مع المسرح اليوناني حديثٌ مطول لاحقاً.
أما بالنسبة للعرب فكانت لديهم ظواهر عدة رأى فيها البعض من النقاد إشارة لبذور مسرح عربي من نوعٍ خاص.
ونقاد آخرون لم يقتنعوا بها وبرروا عدم تأسيس مسرح وقتها بسبب ظروف معينة كانت موجودة.
المواسم الأدبية والمساجلات الشعرية
من منا لم يسمع بسوق عكاظ والمواسم الأدبية القديمة في العصر الجاهلي؟، هذه الأسواق ذاتها اعتقدوا أنها تمثل نوعاً من المسرح.
فعندما يقف الشاعر على مكانٍ مرتفع غالباً ويبدأ بإلقاء قصيدته أمام جمهور عريض فهو بذلك يمارس نوعاً من المسرح ربما لم يكن يعرف اسمه.
بالإضافة للمساجلات الشعرية التي يتبادل بها الشعراء أبياتاً من الشعر أمام حشدِ من المتفرجين.
الحكواتي والمسرح القديم
كما رأى البعض في هذا الرجل الذي يجلس قديماً بين مجموعة من المهتمين بقصص أغلبها تتعلق بأبطال من زمنٍ مضى ظاهرة مسرحية إلى حدٍ ما.
هل كان التقليد على زمن الخلفاء نوعاً من المسرح القديم؟
عرّج هؤلاء النقاد على الخبر الذي يقول إن رجلاً صوفي زمن خلافة المهدي كان يصعد على تلٍ عالٍ ويتبعه بعض الناس.
يطلب هذا الرجل ممن تبعه أن يقلد الخلفاء والولاة فعدوا ذلك تمثيلاً ونوعاً من المسرح القديم.
أما الحكواتي ابن المغازلي من زمن المعتضد فلم يكن راوياً للقصة فقط.
بل كان ابن المغازلي يقلد أبطال شخصياته من كل الأجناس بأسلوبٍ فكاهي يعجب الحضور.
مسرح الظل وكراكوز وعيواظ
(القره كوز أو الأراجوز)
في مسرح خيال الظل إشارة واضحة في رأي البعض إلى وجود المسرح.
تقوم فيه الدمى مقام الممثلين وتستطيع عبر حوارٍ أعده الكاتب سابقاً أن تمثل شخصياتٍ بأصوات مستعارة من ممثلين يقفون خلف ستارِ.
يعكسُ من وراء الستار ضوءًا يُظهر خيالاً لهذه الدمى المتحركة.
كان هذا النوع من المسرح غالباً في المقاهي العامة التي تخص الرجال قديماً.
من هم النقاد الذين تبنوا هذا الرأي؟
تبنى النقاد محمد كمال الدين وعلي الراعي من مصر وعلي عقلة عرسان من سورية هذا الرأي.
حاولوا ترسيخ هذه الظواهر كأسس لمسرحٍ عربي قديم وأبرزهم علي عقلة عرسان الذين أفرد كتاب كامل لذكر هذه الظواهر والدفاع عنها سماه “الظواهر المسرحية عن العرب”.
غنوه الخليل