يعتبر التواصل بين الناس أهم جسر لبناء العلاقات الإنسانية، حيث يتم التواصل من خلال عدة طرق
مثل: التواصل اللفظي، التواصل الكتابي، التواصل الشخصي، التواصل التفاعلي…. الخ.
اذاً التواصل لبناء العلاقات البشرية يحتاج إلى تفاعل مع المحيط والبيئة الخارجية للإنسان، وقد يعتبر الكل أن هذا الشيء طبيعي
ويخلق من الإنسان والجميع يمتلك قدرة للتواصل وبناء علاقاته وحياته.
ولكن باعتبار أن لكل قاعدة شواذ، نجد بالحياة أشخاص اجتماعيين ويحبون التعارف والاختلاط
في المقابل يعاني بعض الأشخاص من القلق الاجتماعي أو كما يسمى “الرهاب الاجتماعي”
ما هو القلق الاجتماعي؟ هل هو وراثي أم مكتسب؟ وماهي أعراضه الواضحة؟
وكيف يمكن أن نعالج شخص ونساعده للخروج من حالته؟ رافقنا لنتعرف معاً على أجوبة الأسئلة السابقة…
ما هو الرهاب الاجتماعي
هو أحد أنواع اضطرابات القلق التي تصيب الناس وفيها يعاني المصاب من أفكار سلبية حيال تعرضه للإذلال
أو الإحراج في الوسط الاجتماعي يشعر فيه بالقلق من انتقاد الآخرين له
وينبع هذا الإضراب من خوف المصاب من تعرضه للانتقاد، المراقبة أو تكوين أحكام عنه من قبل الآخرين.
أما عن شعوره فـيصاب المريض بالرهاب الاجتماعي بالخوف من أن يرتكب اخطاء في العلن، أمام عيون الآخرين،
ويتحول هذا الخوف أو القلق الى نوبة ذعر، ويرجح السبب الرئيسي هو قلة المهارات الاجتماعية
التي يمتلكها الشخص، وأسباب أخرى قد تعود إلى ماضي آليم عاش به.
أحياناً يكون الخوف من أحداث غير موجودة على أرض الواقع ولكنهم فكروا بأمر ما وتخيلوا سيناريو
للحدث في مخيلتهم، ما قد يسبب لهم الذعر والخوف لعدة أيام وأحياناً قد تصل لأسابيع وهم مازالوا داخل دوامة القلق والخوف.
ما هي الأعراض التي ترافق مريض الرهاب الاجتماعي
تختلف أعراض الرهاب الاجتماعي من شخص لآخر، فيمكن أن نشاهد مريضاً يستطيع تكوين علاقة تواصل جيدة مع زميل له في المدرسة
أو الجامعة أو العمل ولكن هذا المرض نفسه لا يستطيع التحدث أمام جمهور أو طلب شي ما من شخص غريب.. أما عن الأعراض فهي كالتالي:
-القلق والتوتر المفرط في المواقف الاجتماعية.
-الخوف من التعرض للانتقاد أو الانتقاص منهم ومن أدائهم في المجتمع.
-الأعراض الجسدية، مثل تسارع نبضات القلب أو التعرّق الزائد أو الألم في المعدة، عند التواجد بين الناس، وفي المواقف الاجتماعية.
-العزلة والانسحاب الاجتماعي واختلال الثقة بالنفس وعدم القدرة على التعامل بشكل سليم مع الأشخاص والمواقف.
-الإحساس بالانطواء أو الانعزال عن الأصدقاء والعائلة.
-الصعوبة في تكوين العلاقات الاجتماعية والتواصل مع الآخرين.
-الأفكار السلبية والشعور بالخجل.
كيف يمكن معالجة الرهاب الاجتماعي
كما ذكرنا سابقاً يوجد نسب متفاوتة للرهاب، فمن يعاني منه بشكل بسيط يمكن للأصدقاء المقربين والأهل مساعدة الشخص من خلال تقديم الثقة الكاملة له
من خلال كلمات وعبارات الدعم، بالإضافة إلى أشراكه ضمن فعاليات ونشاطات تساعده على الاختلاط في الجو العام.
أما عندما يكون الشخص يعاني منه بشكل مرتفع، فاللجوء للطبيب النفسي أنسب خيار قد يتخذه الأهل أو الشخص ذاته.
وفي الختام يمكن القول أن الرهاب الاجتماعي ليس عائق كبير أمام الإنسان
فيمكن بالمساعدة والإرشاد أن يتجاوزه الشخص ليعيش حياته بشكل جيدة.