الذكاء الاصطناعي: تقنية تحاكي الأداء البشري و تُستبدل بها الناس في بعض المهام,
فالأنظمة الموجودة داخل هذه الآلة تتجاوز سرعة البشر لتصبح أساسية في جميع التخصصات
خطر الذكاء الاصطناعي على الوظائف:
الذكاء الاصطناعي ينافس مهارات الإنسان، بل يعتقد الكثير أنه يهدد أرزاقهم
ويخافون من أن يستولي على وظائفهم في ظل التطوّر المتسارع، وأن يحل محلهم في العديد من الوظائف.
نرى أن في المملكة المتحدة من المتوقع أن يكون التأثير أكثر وضوحاً.
كما يحذر صندوق النقد الدولي من التأثير الإيجابي للذكاء الاصطناعي كون أتمتة الأجهزة الالكترونية تؤدي إلى عدم المساواة في الثروة.
وسيشهد الذكاء الاصطناعي زيادة في الأجور مقارنةً بأصحاب المهن وهذا يؤدي إلى خطر كبير من خفض الأجور و بالتالي استمرارية المهن .
دراسات حول تأثير الذكاء الاصطناعي:
بالنظر إلى التطور المتفجر للذكاء الاصطناعي في السنوات الأخيرة
تقول ” كريستالينا جورجيفا” العضو المنتدب لصندوق النقد الدولي والمؤلفة المشاركة للدراسة
“نحن على شفا ثورة تكنولوجية يمكن أن تقفز الإنتاجية وتعزز النمو العالمي وترفع الدخل في جميع أنحاء العالم،
ومع ذلك، يمكن أن تحل محل الوظائف وتعميق عدم المساواة”
وأكدت جورجييفا أن تطبيقات الذكاء الاصطناعي قد تنفذ المهام الرئيسية التي يؤديها البشر حاليًا.
وتختم السيدة جورجيفا :” من المهم جداً أن تنشئ البلدان شبكات أمان اجتماعي شاملة، وتقدم برامج إعادة تدريب للعمال الضعفاء.”
الوظائف التي سيخترقها الذكاء الاصطناعي:
نرى أن الدراسات السابقة حول تأثير الذكاء الاصطناعي على الوظائف
ركزت على مدى تعرض الوظيفة للذكاء الاصطناعي، ويشير هذا إلى عدد المهام التي تشكل الوظيفة التي يمكن أن يقوم بها الذكاء الاصطناعي.
بينما تقسم هذه الدراسة الجديدة الوظائف إلى ثلاث فئات:
” الوظائف التي لا تتعرض للذكاء الاصطناعي، والوظائف التي سيساعدها الذكاء الاصطناعي، والوظائف التي لن يساعدها الذكاء الاصطناعي”
على سبيل المثال، من المرجح جدا أن يتم استبدال العمال الكتابيين مثل السكرتارية والكتبة
بالذكاء الاصطناعي, لأن معظم أعمالهم يمكن أن تتم بواسطة الآلات”
من ناحية أخرى، يتعرض القضاة أيضا بشكل كبير للذكاء الاصطناعي
لأن الكثير من التحليل النصي المتضمن في وظيفتهم يمكن أن يكون آليا
ولكن نظرا لأنه من غير المحتمل أن نستبدل القضاة بأجهزة الكمبيوتر
فمن المرجح أن يجعلهم الذكاء الاصطناعي أكثر إنتاجية بدلاً من استبدالهم.
فـ العاملين في مجال الدعم الكتابي وأدوار الخدمات الفنية هي التي من المرجح أن يتم استبدالها بالذكاء الاصطناعي
ومن المرجح أن يتأثر المحترفون والمديرون بشكل إيجابي، على الرغم من احتمال تأثرهم بالذكاء الاصطناعي.
كما وجدت الدراسة أن المحاسبين والاستشاريين وعلماء النفس كانوا من بين المهن التي من المرجح أن تدفعها أجهزة الكمبيوتر جانباً
من ناحية أخرى، تم اعتبار لاعبي الرياضة ومنشئات الصلب هم الأقل عرضة للخطر من الذكاء الاصطناعي.
وبينت الدراسات أن 26% فقط من الوظائف في البلدان المنخفضة الدخل معرضة للذكاء الاصطناعي بسبب ارتفاع نسبة الأشخاص العاملين في العمل اليدوي والزراعة.
تصنيف صندوق النقد الدولي:
ضمن تصنيف صندوق النقد الدولي للتأهب للذكاء الاصطناعي-الذي يعتبرمقياس لمدى جودة إعداد سياسات الدولة لها لتحقيق أقصى استفادة من الذكاء الاصطناعي-
تأتي سنغافورة والولايات المتحدة في المقدمة، وتأتي بريطانيا في المرتبة الخامسة، بفارق طفيف فقط عن اليابان وألمانيا،
بينما تتأخر الهند والاقتصادات الناشئة الأخرى.
كما أشار د. على الإدريسي أستاذ الاقتصاد بمدينة الثقافة والعلوم، في مصر.
على أن القطاع المصرفي يعد أحد القطاعات التي سوف تتأثر بقوة لأن الأمر مرتبط بكل الوظائف الكتابية والتقليدية، التي سيحدث لها انقراض، ويسيطر الذكاء عليها .
كما أن الوظائف المرتبطة بالآلات والمعدات ستكون إدارتها من جانب الأفراد
لكن كل ما هو روتيني وتقليدي في الصناعة والتجارة والبنوك سيبدأ في الانقراض، وتحل محلها الآلات والمعدات المرتبطة بالأنظمة الخاصة بالـ ربوتات والذكاء الاصطناعي
التي تسود وتسيطر بشكل كبير على المشهد .
هل يقضي الذكاء الاصطناعي على مهنة التعليق الصوتي ؟
التعليق الصوتي هو فن يتطلب مهارات عالية في الإحساس وإيصال النص بالشكل المطلوب والتحكم بالصوت والنبرة والإيقاع والتعبير
وهو يستخدم في مجالات عديدة مثل الإذاعة والتلفزيون والسينما والإعلانات والكتب الصوتية وغيرها.
وفي حين أبدى مشتغلون في هذا القطاع مخاوف من المنافسة والاستغلال
وشكّك آخرون في قدرة الذكاء الاصطناعي على سحب البساط من تحت أرجلهم؛ لأنه يفتقد الإبداع والإحساس، علاوة على محاذيره القانونية .
أجابت مروة العاشورالعاملة في مجال التعليق الصوتي بمملكة البحرين منذ العام 2017، قائلةً:
“لا يمكن للذكاء الاصطناعي الحلول محل الأصوات البشرية الطبيعية
فهو – وإنْ تحدّث وغنّى وقرأ – لن يملك الحسّ الذي يملكه كل صوت بشري ويتفرّد به، فهذا المذيع نعرفه ونحب الاستماع إليه
وذاك المؤدي نستمع إلى ألحانه، ونفضّله لإحساسه العالي بما يؤديه، وهذا القارئ نرتاح لصوته وأسلوب قراءته للقرآن الكريم أكثر من قارئ آخر،
وكل منا يفضّل صوتًا على صوت تبعًا لما يُلقيه إلينا من روح صاحبه، وهذا لن نجده في ما يعرضه لنا الذكاء الاصطناعي الذي يكسوه جمود كبير لا يمكنه الانفكاك منه”
وأكدت عاشور أنه “لطالما كانت القدرات البشرية التي خلقها الله وصوّرها في أحسن تصوير شكلاً ومضمونًا
أفضل وأسمى وأرفع من أي صناعة بشرية مهما ارتفعت جودتها،
لذلك لا أجد هذه الظواهر والصناعات قادرة على منافسة القدرات البشرية الفردية، فـ إلى اليوم، ورغم سيطرة الصناعة والآلات على حياتنا منذ سنوات طويلة
ما زالت منتجات الصناعة اليدوية ذات قيمة أعلى؛ لأنها أكثر إتقانًا، ويترك فيها صانعها شيئًا من روحه ولمسته الفنية الخاصة
ما يجعلها مختلفة حتى عن قرينتها التي صنعها الشخص نفسه في الوقت نفسه»
مؤكدةً أن “هذا ما يتعذر على الآلات عمله، والأمر نفسه ينسحب على الذكاء الاصطناعي الذي نتحدّث عنه الآن”
فيما شكك الكاتب البريطاني الشهير سلمان رشدي بقدرة برامج الذكاء الاصطناعي على صياغة نصوص أدبية تضاهي بجودتها مؤلفات الكتّاب
يتزايد توثيق الآثار السلبية للذكاء الاصطناعي على حياة الناس, و بشكل أساسي على الوظائف والصحة و التعليم .
فـمن المهم دراسة الآثار السلبية للذكاء الاصطناعي على الوظائف على حقوق الإنسان وإيجاد التوازن الصحيح بين الذكاء الاصطناعي والإنسان