الدراما المعرّبة عن التركية موضة وستنتهي؟

الدراما المعرّبة عن التركية موضة وستنتهي؟

عروس بيروت، ستيليتو، ع الحلوة والمرة، كريستال والثمن أعمال تصدرت التريند في قائمة أعمال الدراما المعرّبة.

فهل حجزت تلك الأعمال مقعدًا لها لسنوات قادمة ضمن الأعمال التي استطاعت جذب الجمهور العربي في آخر ست سنوات؟

 

تساؤلات عدة وانقسام بالآراء حول طبيعة تأثير أعمال الدراما المعرّبة على المجتمعات العربية.. مثل عروس بيروت ، ستيليتو، ع الحلوة والمرة التي شهدت نسب مشاهدات عالية منذ عرض أولى حلقاتها. على مجموعة قنوات mbc ومنصة شاهد التابعة لها.

لكن الأهم هنا السؤال الذي يطرح نفسه… ما الذي يجذب المشاهد العربي إليها بهذه الصورة غير المسبوقة؟

 

الحياة الفارهة

حياة الرفاهية وواقع لا يشبه المجتمعات العربية جعلت المشاهد يهرب  إلى عالم افتراضي جميل يقدم ثقافة وعادات وتقاليد جديدة. لربما كان هذا الاختلاف الثقافي هو أكثر ما يشد المشاهدين في أعمال الدراما المعرّبة.

قصص خيالية وشخصيات معقدة منسوجة على شكل قوالب جاهزة لأنماط حياة جديدة تعكس الثقافة التركية التي ازداد ترويجها مؤخراً. ولفتت الجمهور حتى شعر أنه ينتمي لهذة الشخصيات بما تعيشه من محيط عائلي أو قصص حب وصداقة متشابكة كونها تطرح قضايا وقصص لم يألفها المشاهد من قبل.

 

سورية والدراما التركية تاريخ طويل..

لاشك أن قدرات المواهب السورية التمثيلية لعبت الدور الأكبر في شهرة أعمال الدراما المعرّبة من التركية.

تاريخ الدراما السورية الأصيل جذب الأنظار إليها في الوطن العربي منذ تسعينيات وحتى العقد الأول من القرن 21 حتى وإن كان وتأثرت بالأزمة السورية في 2011 إلا أنها استطاعت أن تلملم شتاتها وتحافظ على رصيدها الجماهيري الواسع في العالم العربي.

فما تملكه من مواهب تمثيلية مميزة، أضف إلى ذلك الوجوه الشابة الصاعدة مثل خالد شباط الذي برع في تأدية شخصية “باسل” في مسلسل «كريستال»، وهو النسخة العربية من المسلسل التركي الشهير «حرب الورود» لاسيما أن شخصيته في المسلسل تعاني من مرض يجعله غير قادر على الحركة والحديث بشكل طبيعي، وهذا ما نقله بشكل واقعي وسط إشادة واسعة من الجمهور العربي كونه اهتم بتفاصيل دقيقة جداً في الشخصية حتى يقنع المشاهد بمرضه الحرج، استطاع نجوم سورية من تحمل أعباء نجاح أعمال الدراما المعرّبة على كاهلهم وكسبوا  التحدي باحترافية في مدى تقبل الجمهور لها حتى تصدر اسم تلك الأعمال محركات البحث فور عرضها. وكون الجمهور العربي اعتاد وأَلِف أصوات السوريين ولهجتهم الواضحة منذ بدء عرض المسلسلات التركية المدبلجة ما ساهم بانتشارها أكثر وإعجاب المشاهد بها.

 

الدبلجة باللهجة السورية

وبالعودة إلى ما قبل ظهور الدراما المقتبسة كانت العلاقة وطيدة بين الدراما التركية والدبلجة السورية

لا يمكن أن ينسى الجمهور أن الفضل الأول كان للممثلين السوريين الذين صنعوا المجد للممثلين الأتراك… وأَضفوا بأصواتهم أحاسيس عميقة على الشخصيات التي دبلجوها، وأنقذوا القدرات المتواضعة للممثلين الأتراك وكانوا السبب في تحقيق النجاح لتلك الأعمال.

بدأت الحكاية عندما قامت شركات الإنتاج في سورية بدبلجة المسلسلات التركية لكنها لم تتوقع أن تحصد هذا الانتشار والشهرة الواسعة التي اكتسحت بها أسواق الدراما العربية

كما أن الممثلين الأتراك أنفسهم، لم يتخيلوا حجم العروض التي ستنهال عليهم لتمثيل إعلانات وفيديو كليبات في العالم العربي. وقد افتتحت المغنية اللبنانية رولا سعد هذه الموجة، من خلال تصويرها كليب أغنيتها «نَوْياهالو» إلى جانب مهند بطل مسلسل «نور».

 

نخبة نجوم سورية ولبنان

تميزت الدراما المعرّبة بالبطولة الجماعية لنخبة نحوم سورية ولبنان دون التركيز على شخصية واحدة تتمحور حولها الأحداث
يأتي هذا التكامل بين الشخصيات ليظهر نقاط الضعف في بعض الأعمال المحلية. حيث البطولة المطلقة و حيث القصة التي تدور حول بطل بعينه مع قصص جانبية لا تضيف أي معنى درامي للعمل التي يبدو وكأنها دخيلة على العمل.

 

 

النص الواضح والإخراج التركي

لاشك أن وضوح وبساطة النص يسهل من عملية تقبل الجمهور للأعمال المعرّبة.ولاسيما الجمهور العام الذي لا تعنيه القضايا الشائكة والسياسية الكبيرة بقدر اهتمامه بالعلاقات الاجتماعية والأقارب والأصدقاء التي بدت بوضوح في الدراما التركية عاكسةً علاقات اجتماعية تشابه إلى حدٍ ما يدور في واقع المجتمع العربي

أضف إلى ذلك براعة الإخراج التركي كونه زيّاً مميزاً للأعمال العربية واستخدامه للتقنيات الحديثة التي رفعت من جودة العمل ونقلته إلى مستوى آخر يختلف عما اعتاد عليه المشاهد العربي. في نظرة إخراجية جديدة جعلت من أعمال الدراما المعرّبة أعمال معاصرة جديدة ومثيرة للاهتمام خاصةً وأنها جمّلت من صورة وعادات المجتمع التركي بحبكات درامية سريعة ، مشوقة ومتصاعدة الأحداث.

 

 

مع أو ضد أعمال الدراما المعرّبة

جلُّ هذه الأعمال التي تقدم للجمهور العربي. باعتبارها مقتبسة ومعربة، يتم نسخها بالكامل من بيئتها إلى العالم العربي، دون مراعاة للعادات والتقاليد العربية.
وهذا ما قسم آراء النقّاد والجمهور حول استمرارية هذه الأعمال كونها تقدم ما يجذب المشاهد العربي

فمنهم من رأى أن لها تأثير كبير  على خط سير الدراما العربية عموماً. والتي ستتجه بشكلٍ أو بآخر  لتقليد الأعمال العربية تحت اسم “أعمال مقتبسة” عن الدراما التركية.
نفس القصة و الأزياء والإخراج ومكان التصوير لتقدمهم واقع تركي بوجوه ولغة عربية.

 

إلى جانب تأثير هذه المسلسلات التي تعكس أنماط حياة المجتمع التركي بعاداته وتقاليده على الثقافة العربية التي قلّما تشترك معها

ربما يعود ذلك إلى أن شركات الإنتاج الباحثة عن الربح تستسهل التعامل مع الدراما المعرّبة.أكثر من صرف الوقت والأموال الطائلة لإنتاج دراما خاصة بها. فالاقتباس تحول إلى حرفة تختصر مرحلة مهمة وأساسية من الإنتاج الفني. وهي مرحلة التأليف التي صارت مع الأعمال المعربة تقتصر على الترجمة شبه الحرفية. كما تضمن هذه الأعمال نجاحها جماهيرياً بشكل مسبق.لأن الأعمال الأصلية التي يستند إليها العمل المقتبس هي أعمال حققت شهرة ونالت شعبية في الدول العربية.

 

فهل سيبقى المشاهد العربي على ذات الوتيرة من الانجذاب والمتابعة بحماس لأعمال الدراما العربية المقتبسة من التركية . أم أنها موضة وسينتهي وقتها لتعطى فرصة أكبر لصعود الدراما العربية مجدداّ بمعالم تشبه الثقافة العربية وتحاكي عاداتها وتقاليدها.

تابعونا على الشبكات الاجتماعية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

المحتوى المشترك