الثورة الصناعية الرابعة

“الثورة الصناعية الرابعة” تغير جذري للطريقة التي نعيش ونعمل ونتواصل بها.. فماذا تعرفون عنها؟

نقلـة تكنولوجيـة نوعية تؤثـر علـى الثقافـات والاقتصـادات فـي كل أنحـاء العالـم، وتعكـس خلـق وتقـدم نطـاق عريـض مـن التكنولوجيـا الحديثـة التـي تحـرك الابتـكارات والاختراعـات عبـر القطاعـات مـع تغييـر الجوانـب الأساسـية للثقافـة والمجتمـع كمـا نعرفها.

 

 

تتضمـن عناصـر الثـورة الصناعيـة الرابعـة تكنولوجيـا مثـل الـذكاء الاصطناعـي، والتعلــم الآلــي، والتحكــم الآلــي،

وإنترنــت الأشــياء، والبيانــات الضخمــة، وقواعــد البيانــات المتسلســلة، والحوســبة الكموميــة، والطباعـة ثلاثيـة الأبعـاد.

 

صــاغ مصطلــح ‘الثــورة الصناعيــة الرابعــة’ للمــرة الأولــى علــى الســاحة العالميــة كالوس شــواب، مؤســس المنتــدى الاقتصــادي العالمــي

ورئيســه التنفيــذي، ثــم شــاع اســتخدامه مــع إطــلاق كتابــه الــذي يحمــل نفــس العنــوان فــي بدايــة عام 2016.

 

تسلسل الثورات الصناعية في العالم

 

لابد من النظر والتعرف للثورات الصناعية الثلاثة السابقة والتي غيرت حياتنا والعالم، وكان أبرزها:

الثورة الصناعية الأولى : (1760 – 1840 تعتمد على بخار الماء والكيمياويات في توليد الطاقة

حيث أدخلت مفاهيم مهمة مثل الميكنة، والطاقة البخارية، والتصنيع والتحضر، وإنتاج وشحن البضائع بسرعات

لم يسبق لها مثيل وجلب القوى العاملة من المزارع إلى المدن النشطة حديثاً.

 

الثورة الصناعية الثانية: حدثت في عام 1870 – 1918 أي قبل الحرب العالمية الأولى، كانت فترة نمو للصناعات القائمة وتوسعة صناعات جديدة

مثل الفولاذ والنفط والكهرباء، واستخدام الطاقة الكهربائية لإنتاج ضخم، تم إدخال الإنتاج الضخم المدعوم بالكهرباء لأول مرة.

 

الثورة الصناعية الثالثة: في عام 1969، أدى التقدم في الحوسبة إلى برمجة الآلة، والتي فتحت الباب أمام الأتمتة التدريجية

تشمل التطورات التي حدثت خلال الثورة الصناعية الثالثة الكمبيوتر الشخصي والإنترنت وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات (ICT).

 

الثورة الصناعية الرابعة: تستند إلى الثورة الرقمية، التي تمثل طرقاً جديدة تصبح فيها التكنولوجيا

جزءاً لا يتجزأ من المجتمعات وحتى جسم الإنسان.

تتميز الثورة الصناعية الرابعة باختراق التكنولوجيا الناشئة في عدد من المجالات

بما في ذلك الروبوتات، والذكاء الاصطناعي، وتكنولوجيا النانو، والحوسبة الكمومية، والتكنولوجيا الحيوية، وإنترنت الأشياء (IoT)، والطباعة ثلاثية الأبعاد.

 

هذه الثورة تركز على تحويل الآلة إلى آلة ذكية يمكنها التوقع أو التنبؤ أو اتخاذ القرار باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي

وتعلم الآلة والتعلم العميق والشبكات الاصطناعية وعلم البيانات، مما سيمكن الآلة من القيام بدور الإنسان في كثير من الحالات وإلى التداخل

بين الإنسان والآلة في العمليات مثل تقنيات التداخل بين دماغ الإنسان والحاسوب أو الروبوت أو الماكنة.

 

التحديات في عصر الثورة الرابعة

 

بحسب شركة ماكينزي الاستشارية فإن نصف الأعمال المقامة حالياً يمكن استبدالها بأعمال تقوم بها المكائن الذكية

مما يعني توفير (16) تريليون دولار من الرواتب التي يتم دفعها حالياً.

 

وهذا يعني أن ما يقارب نصف العمال سيفقدون وظائفهم التقليدية وبالتالي تضاعف نسب البطالة بشكل ملحوظ

وسيؤدي ذلك أيضاً إلى زيادة الفارق الطبقي بين الأغنياء والفقراء، وبين العمال الذين يمتلكون المهارات المناسبة وأولئك الذين يفتقرون لها.

 

لكنها في نفس الوقت ستخلق مئات الآلاف من الوظائف في مجال الذكاء الاصطناعي وعلم البيانات والأمن السيبراني والتجارة الإلكترونية والروبوتات.

ولكي تنجح الثورة الصناعية فإنها تشترط إعادة هيكلة اقتصادية شاملة، تلحق بها بالضرورة هيكلة اجتماعية وسياسية

وذلك تتطلب بنية اقتصادية واجتماعية وسياسية متطورة

بما يتواءم مع المضمون الجديد، إضافة إلى أن أكثر التحديات التي تواجهها الشركات حول القضايا الداخلية مثل الثقافة، والتنظيم، والقيادة، والمهارات.

 

بعض مظاهر الثورة الصناعية الرابعة

 

إنترنت الأشياء:

 

يتم ربط الأجهزة المختلفة بالإنترنت كأجهزة التكييف والثلاجات والغسالات والمصابيح والستائر والأبواب وغيرها من الأجهزة المختلفة

حيث يصبح لكل جهاز عنوان محدد يتواصل به مع الأشخاص المعنيين، فيمكن للمصابيح أن تفتح تلقائياً بمجرد الدخول للمنزل وتغلق بمجرد الخروج أو النوم

ويمكن للثلاجة أن ترسل تنبيها لصاحبها بنقص مادة معينة عن طريق إرسال رسالة على تطيبق على الجوال

بل حتى أن يتواصل جهاز مع جهاز آخر من دون تدخل الإنسان فمثلاً ترسل ثلاجة المنزل إشارة إلى هاتفك عن المحتويات المطلوبة والتي تم نفاذها

ثم يرسل هاتفك مباشرة رسالة إلى السوبر ماركت الذي سيمكنه من إرسال الطلبية لمنزلك تلقائياً من غير تدخلك.

ومن الأمثلة الأخرى، نظام الأمن المنزلي الخاص بك، والذي يُتيح لك بالفعل التحكم عن بعد بالأقفال، ونظام الحرارة في المنزل، وكذلك يمكن تبريد المنزل وفتح النوافذ، كما تريد.

 

الطائرات المسيرة الذكية:

 

حين تود شراء بضائع من السوق سيمكنك ذلك وأنت في داخل منزلك وستصلك البضائع

عن طريق الطائرات المسيرة (الدرونز) التي سيمكنها التعرف على موقعك والوصول إليك، وستسيطر هذه الطائرات المسيرة

على كثير من العمليات مثل إطفاء الحرائق، تنظيم المرور، مكافحة الجريمة، ورش المحاصيل الزراعية

وتفقد الحقول الكبيرة وتصويرها والتصوير السينمائي ومتابعة المباريات وتصويرها.

 

البيانات الضخمة:

 

تشير التقديرات إلى أن العالم يولد يومياً ما يقارب (2.5) مليارغيغابايت يومياً من البيانات

حيث يتم جمعها من مواقع الإنترنت والشبكات الاجتماعية مثل تويتر وفيس بوك وتطبيقات الواتس آب والفايبر وغيرها

فمثلاً يتم رفع (10) مليون صورة على فيسبوك كل ساعة، و (10) آلاف ساعة فيديو يتم تحميلها يومياً على يوتيوب

هذه البيانات الضخمة سيتم تحليلها والتوصل لاستنتاجات وتحليلات هائلة ستساهم كثير في تسهيل كثير من المهام وتقليل أسعارها

فمثلاً في قطاع العقارات والبناء سيوفر تحليل البيانات الضخمة (200) مليار دولار.

 

أجهزة الواقع الافتراضي:

 

وأجهزة يتم ارتداؤها للقيام بزيارات افتراضية لأماكن مختلفة من العالم

كالمتاحف والأسواق والمعالم التاريخية ومواقع الشركات الكبرى والبحار والغابات والكهوف

كل ذلك تقوم بزيارته افتراضياً وأنت جالس في بيتك من خلال عمل محاكاة لتلك الأماكن عن طريق أجهزة الواقع الافتراضي.

وجدت شركة توماس كوك للطيران أن عدد الحجوزات لزيارة مدينة نيويورك قد زادت بنسبة 190% بعدما أتاحت للعملاء زيارة المدينة عن طريق أجهزة الواقع الافتراضي.

 

الذكاء الاصطناعي:

 

وهي الأجهزة التي ستقوم بمهامها من غير استلام تعليمات من الإنسان وستتعلم من خبرتها وتطور من أدائها مع الوقت

وستستخدم في كل مجال كالقانون والطب والاستشارات والإعلانات وعمليات التصنيع

فسيتمكن تطبيق على الحاسوب بتشخيص خلل في جسم مريض ما بنسبة دقة قد تفوق حتى أفضل الأطباء

بل ويتم العمل على روبوتات ذكية تقوم بالعمليات الجراحية بنفسها من دون تدخل أطباء، وسيعطي تطبيق آخر استشارة بدقة

تصل إلى (95%) حول المشاكل النفسية التي تعترض شخصاً ما، وسيتوقع تطبيق آخر حالة الطقس أو أسعار المنازل في مكان ما أو أسعار الأسهم

بل وستقوم المكائن الذكية بالعزف على الموسيقى وكتابة الروايات ورسم اللوحات الفنية، ومكائن أخرى ستقوم بأعمال البناء وفق خرائط معينة بسرعة أكبر ودقة أفضل مما يقوم به الإنسان.

كل صناعة في هذا العالم ستشهد تحولاً ولكن بدرجات متفاوتة، وستختلف طبيعة التحوّل باختلاف التكنولوجيا المعتمدة

بعض الحلول الرقمية والواقع سيكون بالإمكان اعتمادها بسرعة دون أيّ مشاكل، وسيكون هذا التحول ضرورة حتمية لابد منها.

 

لمتابعتنا على تيلغرام يرجى الضغط على الرابط التالي: سيرياغيت
لمتابعتنا على فيسبوك يرجى الضغط على الرابط التالي: سيريا غيت

تابعونا على الشبكات الاجتماعية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

المحتوى المشترك