خاص|| بوابة سورية
لا تستطيع زيارة اللاذقية دون استحضار عبق التاريخ، كيف لا وفيها
أقدم مملكة أثرية “أوغاريت“، انطلقت الأبجدية إلى كل العالم.
“بوابة سورية” فتحت الحديث أمام مدير الآثار في اللاذقية إبراهيم خيربك ليقدم لنا نبذة عن مملكة أوغاريت الأثرية في محافظة اللاذقية
، فيقول: إنها من أهم وأقدم الممالك الأثرية في سورية والأكثر شهرة في العالم، باعتبارها أحد أرقى أجزاء الشرق القديم.
يتابع خيربك: أوغاريت (شمال مدينة اللاذقية وتبع عن مركز المدينة 15 كم) أسسها الكنعانيون في العصر البرونزي الحديث،
تقع على تل أثري يسمى “رأس شمرا” تعد إحدى أهم الحضارات في العالم، وتم اكتشافها صدفة عام 1928 حينما ارتطم
محراث فلاح بحجارة ضخمة في الموقع تبيّن لاحقاً أنها منحوت لمدفن أثري عائلي كبير قديم جداً.
في اقتباس مؤرخ عن مديرية الآثار حول مدينة اوغاريت، يذكر خيربك أنها تتألف من قسمين:
القسم الأول: المدينة المرتفعة، ويتضمن الأبنية الضخمة كالمعابد والقصور، أما القسم الثاني من المدينة،
فهو قسم منخفض يتضمن بيوت عامة الناس.
التسمية
اسم اوغاريت مشتق من كلمة أوغارو، وتعني الحقل باللغة الأكادية، وكلك بالسومرية، بمعنى أنها الأرض الخضراء،
لتكون تسميتها كوصف لموقعها المحاط بجدار يمثل أوغاريت القديمة.
الأبجدية الأولى
مملكة أوغاريت قدّمت للعالم بأسره أقدم أبجدية مكتوبة بالتاريخ، وتعود إلى القرن الرابع قبل الميلاد،
وتدرّس في اكثر من 40 جامعة على مستوى العالم حالياً.
أول نوتة موسيقية
كما تعد أوغاريت أول من قدّم مدونة موسيقية إلى العالم، وذلك في الألف الثاني قبل الميلاد لتؤسس الموسيقى الغربية العالمية.
المكتبة الأوغاريتية
اكتشافات عدة تشير إلى أن مدينة اوغاريت كانت معلماً ثقافياً وتعليمياً قديماً، لاحتوائها على مكتبات متعددة عثر فيها على مدونات بمجالات مختلفة
ومعاجم لغات قديمة ونصوص شعرية ودينية وعلمية ورسائل تجارية ومقطع للملحمة الموسيقية العالمية “جلجامش”،
إضافة مكتبة لرئيس الكهنة وموظفين ملكيين ضمن المملكة.
النهاية وبداية التاريخ
النهاية التي كانت عام 1180 قبل الميلاد، يعتبر خيربك أن فرضيات النهاية تحدد انها كانت بسبب كارثة نتيجة
لآثارها الواضحة على الموقع العام وفي القصر الملكي تحديداً، لتكون الكارثة إما طبيعية كالزلزال المدمر
أو حربية يتمثل بغزو خارجي لقوم يدعون “شعوب البحر”.
لا شك أن اكتشاف مملكة أوغاريت يشير إلى جذور الحضارة السورية وما قدمته للعالم من حروف حية لا تموت،
تكتب فيها أمجادها وتوثق عراقتها وتنشرها إلى العالم أجمع.
عبير محمود