لم يمضِ على قدومه من بيلاروسيا التي قصدها دراسةً للطّب سوى بضعة أيام،
ولم تحوي حقيبة سفره هذه المرّة هدايا للعائلة، بل كانت ثقيلة على أكتاف أهله ومحبّيه.. إليكم قصة الشاب محمد.
ووفق مصدر أهلي تحدث لـ بوابة سورية (وفضّل عدم الكشف عن هويته)، فإن جريمة مروّعة وقعت في أحد مناطق ريف دمشق،
بدأت القصة بعد نزاع وقع بين عائلتين، إحداهما مالكة لقطعة أرض زراعية أعارتها للعائلة الثانية، ونتيجةً لعبث الأخيرة
والخروج عن قواعد رعايتها، غضب أحد أفراد العائلة وألقى عليهم «حبّة بطاطا».
ولأن الدم العربي «الحَميّ» – حيثما يريد طبعاً – يرفض أن ينام على ضيم، قوّى سواعد حامليه، لأن يثأروا من ذلك الفرد لردّ ما اعتبروه «إهانة».
كما يقول المصدر للبوابة، أن الشجار بين العائلتين لم يكن مجرد مراشقات كلامية، بل تعدّاه لاستخدام أسلحة بيضاء أتقنت أحد العائلتين استخدامها.
ولأن أخ محمد، كان في «بوز المدفع» تقدّم محمد ليرد ما تيسر من أسلحة بيضاء عن أخيه؛ لأن المشهد مشحون بتوتر غير مألوف،
لكونه يتراقص على إيقاع صوت القنابل، هنا لم يكن لبرد بيلاروسيا -على ما يبدو- من أثر على انفعال محمد.
«جنزير أعمى» في ظلام الليل، كان كفيلاً بأن يُغيّب محمد عن الوعي، ويدخله العناية المشدّدة،
قبل أن يصل خبر سفره الأخير لأهله؛ بسبب نزيفٍ دماغي حادّ. لكن هذه المرة ليس عبر الطائرة بل عبر «التابوت» ودون وداع أو استقبال يُنتَظر،
فحقيبة السفر هذه المرة لم تكن محمّلة سوى بالموت المؤجّل.
ويبقى حال «محمد» كوضع لا مُحال منه، تعيشه أغلب مناطق المجتمع السوري، الذي يَعتبر بعض أعضاءه،
أن ردّ الكرامة يكون بإزهاق أنفس الناس، وأنه بات أمراً لا مفر منه. لكن واقع الحال، يقول: أنه «هوُية» عفا عنها الزمن.